إيلاف من بيروت: في تطور وصفه مراقبون بـ"نهاية العهد الجريء"، أعلن مهرجان كان السينمائي الدولي رسميًا عن حظر العري و"الملابس الضخمة للغاية" على سجادته الحمراء.
القرار أثار جدلاً واسعًا في أوساط الموضة والسينما، كونه يضع حدًا لمسار استمر لعقود، كانت فيه الإطلالات الجريئة أداة تعبير شخصية، ومنصة استعراض ثقافي وسياسي أيضًا.
فمن فساتين "الشفافية الكاملة" إلى تصاميم تعتمد على الرمزية الجسدية، شكّلت السجادة الحمراء لمهرجان كان مساحة مفتوحة لقراءة تحولات الجسد والجرأة في الثقافة الشعبية. ويعيد القرار الجديد طرح السؤال الأقدم: أين تنتهي حدود الذوق العام؟ وأين تبدأ حرية التعبير في عالم الأزياء؟
أبرز لحظات "الفساتين الجريئة" في تاريخ مهرجان كان
فيكتوريا أبرِل – 1997
الممثلة الإسبانية فيكتوريا أبرِل لفتت الأنظار بإطلالة وصفها كثيرون بأنها "مزيج بين الجدية والفوضى". ارتدت بدلة كلاسيكية أنيقة، لكنها فاجأت الجميع بالتخلي عن السروال، مكتفية بارتداء سروال داخلي مكشوف.
أكملت إطلالتها بقبعة أنيقة وحقيبة يد وكعب عالٍ، ما جعل منها لحظة لا تُنسى على السجادة الحمراء، توصف غالبًا بـ"عمل رسمي من الأمام... وحفل من الخلف".
ميلاني تييري – 2021
الممثلة الفرنسية أثارت جدلاً واسعًا عندما ظهرت بفستان ذهبي لامع دون حمالة صدر، كاشفًا عن صدرها بشكل صريح. أثار ظهورها ردود فعل كبيرة داخل المهرجان وخارجه، خاصة في الصحافة الفرنسية التي اعتبرت إطلالتها "كاسرة للسياق المحافظ"، حتى داخل ثقافة فرنسية مفتوحة نسبيًا.
كيندال جينر – 2018
عارضة الأزياء الأميركية كيندال جينر ارتدت فستانًا شفافًا بالكامل، وُصف إعلاميًا بـ"فستان البجعة العاري". من خلال القماش الرقيق، كانت حلمات الصدر وسروالها الداخلي مرئيين بوضوح، ما جعل إطلالتها حديث المهرجان. لاقت إشادة على الجرأة، وانتقادات على مستوى "الاستعراض الجسدي".
بيلا حديد – 2021
أحد أبرز ظهورات بيلا حديد، كان بفستان من Schiaparelli تميز بقصّة مكشوفة بالكامل عند الصدر، غُطيت بطريقة فنية بواسطة قطعة ذهبية ضخمة على شكل رئتين، ما منح الإطلالة طابعًا تمثيليًا مثيرًا للجدل. وُصفت بأنها جمعت بين "التعري المفاهيمي والذوق النحتي".
نغوك ترينه – 2019
عارضة الأزياء الفيتنامية أثارت موجة غضب عارمة في بلدها عندما ظهرت بفستان مكشوف للغاية، مكوّن من ثونغ أسود مكشوف، يغطيه قماش شفاف مزين بأحجار سوداء. أثارت إطلالتها استياءً رسميًا في فيتنام، حيث واجهت انتقادات حادة من وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية.
ميريديث ميكلسون – 2019
ميريديث ظهرت بفستان جريء للغاية مكوّن من بودي سوت بلون الجلد، مغطى بطبقة سوداء لامعة تشبه اللاتكس. الإطلالة تركت القليل للخيال، وكانت واحدة من أكثر الإطلالات تعليقًا وانتشارًا على وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الدورة.
أليساندرا أمبروسيو
عارضة الأزياء البرازيلية ظهرت بفستان أحمر لامع من تصميم Julien Macdonald، تميّز بقصة رقبة "هالتر" وفتحة ساق مرتفعة للغاية. ورغم أن الفستان لم يكن شفافًا، إلا أن القصّات الحادة منحته جرأة بصرية واضحة.
بيلا حديد – 2024
في ظهور لاحق، عادت بيلا حديد إلى السجادة الحمراء بفستان عارٍ ذي فتحة صدر عميقة، منسجم تمامًا مع اتجاه الموضة الشفافة. عكست الإطلالة إصرارها على الحفاظ على حضورها الجريء، حتى في مواجهة النقد المتزايد.
قرار الحظر: نهاية حقبة أم بداية جدل جديد؟
قرار مهرجان كان الأخير لا يُعد مجرد تحديث لقواعد اللباس، بل يمكن قراءته كتحوّل في المزاج العام للمؤسسة الثقافية. فالسجادة الحمراء لم تعد ساحة مفتوحة للباس الجريء الرمزي، بل أصبحت – حسب نص القرار – مساحة يجب احترامها وفق حدود "الاحتشام والملاءمة".
مع ذلك، يشير مراقبون إلى أن حظر هذه الإطلالات لا يُنهي الجدل، بل قد ينقله إلى مستويات أعمق تتعلق بحرية التعبير الجسدي، والمساواة بين الجنسين في فرض القواعد، والنقاشات الثقافية حول مفهوم "الذوق العام".