سهوب بغدادي
فيما تعرف العلاقات بالروابط بين شخصين أو أكثر، أو جماعة أو أكثر أو بين الأشياء، وتتخذ هذه الصلات أطرًا مختلفة منها العلاقات الإنسانية والاجتماعية والمهنية والعاطفية... إلخ، فلكل إطار منها أهمية وأبعاد خفية وجلية تنبثق من معاني الأخوة والمحبة والتوافق والمنفعة المتبادلة والمصلحة في بعض الأحيان، حيث تنحرف بعض العلاقات الطبيعية إلى منحى ومنحى آخر ليس بالجيد، كالعلاقات السامة والمستنزفة والهدّامة، بغض النظر عن ماهية الشخص المقابل في العلاقة والمتداخل فيها، وعلى ذات النهج الذي نصون فيه الآلات والمعدات ومختلف الحاجيات المهمة في حياتنا، فإن علاقاتنا تتطلب الصيانة بشكل دوري ومستمر، بغية الاستفادة من الأهداف المرجوة منها، إذ تتخذ صيانة العلاقات مراحل ومعايير بحسب الحالة، فمنها ما يتطلب الإصلاح إما بالاعتذار أو العدول عن تصرف وسلوكيات ما، وبعضها الآخر يستلزم التحسين والتطوير أو التنظيف والترميم والتعميق، أما السيئ منها وغير المجدي لك في وقتك الحالي فيتطلب أحيانًا الاستغناء كاستغنائك عن قطعة متهالكة أو تشتكي من عطلٍ ما، كما يعد استبدال العلاقة أمراً غير قابل للتصور، فلا يمكننا استبدال شخص بآخر بطبيعة الحال، إلا أنك تستطيع أن تستبدل منحى العلاقة وشكلها إذا كانت علاقة مبنيةً على الاستنزاف مثالاً، ويمكنك التصدي لذلك ووقف الموارد والخدمات والوقت وجميع الأمور التي كنت معتادًا على تقديمها، وتستبدلها بعلاقة رسمية، كل تلك الاختيارات والسبل تتيح لك التحرك ضمن العلاقات ضمن المتوافق مع احتياجاتك المختلفة، مع مراعاة الطرف الآخر واحتياجاته الأساسية، والأهم من ذلك مراعاة الله عزَّ وجلَّ في خلقه في التعاملات اليومية.
«قد تكسب في يوم ما شخصًا يعادل ما خسرته في حياتك كلها» - عروة إبراهيم.