: آخر تحديث

«الشوارب» كسلاح انتقامي في السويداء!

7
8
6

رشاد أبو داود

لا تخلو مدينة أو قرية عربية من عائلة بأسماء مثل: النجار، الحداد، السماك، الخطيب، الخياط، الحلاق، الخباز، القاضي، المفتي، وأبوشرار و... أبو شنب. كل هذه الأسماء لها علاقة بمهنة الجد الأقدم للعائلة، توارثها الأبناء والأحفاد، وثمة أسماء ارتبطت بالمكان، مثل: البصري، المقدسي، البيروتي، المصري، البغدادي، وغيرها.

ما يهمنا في هذا المقام «الشنب» أو «الشوارب»، من حيث التسميات والمدلولات والأشكال، وتطورها عبر الزمن، خاصة ونحن نرى المشاهد المؤسفة في السويداء السورية من قص لشوارب الدروز، كعقاب وانتقام، وإشعال الفتنة من قبل أفراد خارجين عن القانون والتقاليد، ولأهمية رمزية الشارب لدى أبناء الطائفة، كموروث تاريخي، ما أدى إلى وفاة مسن قهراً بعد قليل من قص شاربه.

عاش العرب تحت الحكم العثماني قرابة 400 سنة، من القرن السادس عشر حتى بدايات القرن العشرين، ومن الطبيعي أن تتسرب إليهم عادات وتقاليد العثمانيين، من أصناف الأكل والملبس والألقاب، وحتى الألعاب، مثل طاولة الزهر.

يخرج بجرحين أو ثلاثة، فيكتشف أمره. رغم التأنيب والتقريع، إلا أن الأم تفرح أن طفلها المدلل لم يعد طفلاً، كذلك يفرح الأب أن ابنه سيصبح رجلاً بشنب، وبعد شهور، ينبت للفتى شعر شنب ولحية خفيفة، إما أن يحلقها أو يدعها تنمو خفيفة.

مع تطور الزمن، تغير شكل الشارب، من مقود السيارة أي رفعه من الجانبين، إلى إنزال طرفيه أسفل الشفة السفلى على شكل هلال، أو تحديده على قدر طول الشفة العليا، مع كثافة أو بدونها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد