: آخر تحديث

دماء على خليج بوندي

2
2
2

قام مسلحان، أب وابنه، يبدو من اسميهما أنهما مسلمان، بقتل 15 شخصًا، غالبيتهم من اليهود، خلال احتفالات الهانوكاه، اليهودي، على شاطئ بوندي في استراليا، وكان من الممكن أن يكون عدد «الضحايا» أكبر، لولا قيام مواطن استرالي «مسلم» بتصرف بطولي يحسب له، والتصدي للابن، الذي نجا من القتل، والاشتباك معه، ونزع سلاحه. وظهر من التحقيقات الأولية، أن المهاجمين سبق أن تأثرا بـ«أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية، داعش»! حيث تم العُثور على علمين محليي الصنع للتنظيم في سيارتهما، وحتى الآن غير معروف الكثير عن القاتلين، بخلاف أنهما سبق أن سافرا مؤخرًا إلى «مندناو» في الفلبين، التي لا يزال تنظيم داعش ينشط فيها، وربما تلقيا تدريبا هناك، ونالا المزيد من الشحن الأيديولوجي.

سبق أن سيطرت داعش على مساحات ضخمة من أراضي سوريا والعراق، ودرّبت، من أصبحوا تاليا مسؤولين كبارا، وأرسلت آلافًا من الجهاديين الشباب لتنفيذ مئات الهجمات الإرهابية على مواقع عديدة في العراق وسوريا وغيرهما. كما قام غيرهم بهجمات قاتلة تأثرا بأفكار التنظيم، دون أن يكونوا أعضاء فيه.

غير معروف على وجه الدقة من يقف وراء داعش، ولا يستبعد الخبراء أن قوى إقليمية قوية، وعالمية كبرى، سبق أن قامت، وربما لا تزال باستغلال بندقيتهم، لذا لم تقم أية جهة دينية، من اي جهة كانت، بتكفيرهم، بل اكتفى البعض بإدانة أفعالهم!

بعد فقد التنظيم لمصادر تمويله، نتيجة فقده للأراضي والمدن التي كان يسيطر عليها، ونتيجة تخلي بعض داعميهم عنهم، وللصعوبة التي أصبحوا يلقونها في تنقلاتهم، وتوقف زخم التطوع لصفوفهم، فقد خفتت هجماتهم خاصة في أوروبا، وفي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتقول «نيويورك تايمز» ان نمط الهجوم الأخير على خليج بوندي، يتطابق مع أنماط العديد من الهجمات المستوحاة من داعش، والتي تتمثل في إطلاق النار الجماعي، دون اكتراث، لحصد أكبر عدد من الضحايا، دون تمييز، مع التركيز على غير المسلمين. وطالما طلب التنظيم من أتباعه استهداف دول، مثل أستراليا، التي سبق أن انضمت إلى الولايات المتحدة في قصف مواقعهم في العراق وسوريا. وربما كانت الحرب في غزة عامل دفع ليعود التنظيم لنشاطه «الإرهابي» السابق. وليس هناك حتى الآن دليل ملموس على علاقة المهاجمين بالتنظيم، غير وجود أعلام التنظيم لديهما، ومعروف عن داعش أنها لا تفرض على اتباعها أخذ الإذن منها، قبل شن أي هجوم، بل أن «يتركوا وراءهم أدلة أو شعارات» تدل على مصدر إلهامهم، وكان لافتا صدور بيان من الحكومة السورية بأن من قاما بهجوم بوندي يحملان «آراءً متطرفة»!. كما لم تعلن «الدولة الإسلامية» مسؤوليتها عن الهجوم، كما أن فرع التنظيم في أفغانستان، لا يزال نشطا داخلها، وسبق أن قام جناحه المعروف بـ «تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان»، بهجوم على قاعة حفلات موسيقية في موسكو العام الماضي، أسفر عن مقتل 149 شخصًا. كما ارتبطت الجماعة نفسها بهجوم مُخطط له على حفل تايلور سويفت في فيينا، تم إفشاله تاليا. وجاء حادث شاطئ بوندي ليؤكد على استمرار خطورة التنظيم، وهذا ليس مستغربا، فالتغذية والشحن لا يزالان مستمرين.. وهذا ما سبق أن حذرنا منه في عشرات المقالات، لكن ردود الفعل كانت متواضعة جدا، والدليل التغيير الشكلي الذي طرأ على مقررات المدارس.

ملاحظة: كما اعتدنا منذ التحرير، سنقوم بنشر إعلان في القبس نهنئ فيه المسيحيين بعيدي الميلاد المجيد، ورأس السنة الميلادية. للراغبين في نشر أسمائهم معنا إرسال الاسم للرقم 94082295.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد