: آخر تحديث
أول قطار فائق السرعة في القارة الإفريقية

"البُراق"..عنوان مغرب يقود السرعة بثقة

3
3
2

إيلاف من الرباط : تحول القطار فائق السرعة (البُراق)، في أقل من سبع سنوات، إلى عنوان لمغرب جديد، يبني للمستقبل بوضوح في الأفكار والرؤى، وبمشاريع كبرى تقدم صورة إيجابية عن بلد يتطور.

وفرض النجاح الكبير الذي حققه (البُراق)، على مختلف الأصعدة مع نقله لصورة مغرب يتطور، على عدد من معارضي هذا المشروع وقت إطلاقه، سحب اعتراضهم ومراجعة موقفهم الأول لصالح "الفكرة والمشروع والمغامرة"، وذلك بعد أن "انطلق" و"عرف نجاحاً كبيراً"، و"قلص زمن الرحلة بين البيضاء وطنجة لساعات"، وبعد أن جرب هؤلاء المنتقدون لفكرته السفر على متنه من الرباط إلى طنجة في ساعة و20 دقيقة، مع "حسن الاستقبال" و"نظافة المركبات" و"الوقت المضبوط"، وبعد أن "صار (البُراق) يطير بسمعة البنيات التحتية المغربية عالياً"، على حد تعبير أحد معارضي المشروع عند إطلاقه.

وجاء مشروع خط القطار فائق السرعة (البُراق) القنيطرة –مراكش، الذي أعطى الملك محمد السادس، الخميس، انطلاقة إنجازه، على طول يناهز 430 كلم، ضمن برنامج مهيكل بقيمة 96 مليار درهم (10 مليار دولار) يروم تعزيز البنيات التحتية السككية، في إطار التوجهات الاستراتيجية للمملكة في مجال التنمية المستدامة، ليجسد العزم الراسخ للمغرب على مواصلة تطوير شبكة سككه الحديدية، حتى تضطلع بدورها الكامل كعمود فقري لمنظومة نقل مستدامة وشاملة.

ارتياح

تنقل ردود الفعل المسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي - سواء بخصوص الخدمة الحالية التي يقدمها "البُراق"، أو صور إعطاء الملك محمد السادس، الخميس، لانطلاقة إنجاز مشروع الخط فائق السرعة الذي سيربط بين القنيطرة ومراكش، على طول يناهز 430 كلم - لارتياح كبير بين المغاربة، تلخصه تدوينات وتعاليق كلها إيجابية وثقة في المستقبل وافتخار بالملك والمملكة، ومن ذلك: "مَلِكٌ يسيرُ بالمغربِ على سِكَّة ال " تي جي في ". السرعة نعم، لكن مع الأمان والراحة. شكرا محمد السادس"؛ و"البُراق نحو مراكش.. خطوة ملكية جديدة نحو مغرب المستقبل"؛ و"يعرض علينا الملك أكثر من سفر. هي حياة جديدة في المسافة والزمن. هي قدرة الزمن المغربي الجديد على اقتصاد مسافات الطموح والحلم"؛ و"هذا المشروع الطموح يشكل نقلة نوعية في ربط ‎شمال المملكة بجنوبها، ويعزز من دينامية التنمية، ويكرس رؤية ملكية بعيدة المدى لربط الأقاليم المغربية بشبكة نقل حديثة وفعالة، مما سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويقوي التكامل المجالي"؛ و"ربط مراكش بشبكة "البُراق"، وتحديث شامل للنقل السككي. رؤية ملكية تضع الإنسان في قلب التنمية، وتحوّل البنية التحتية إلى رافعة للعدالة المجالية والتنافسية الدولية"؛ و"البُراق نحو مراكش.. خطوة ملكية جديدة نحو مغرب المستقبل.. البُراق يتجه جنوباً.. والمغرب يواصل صعوده بثبات"؛ و"‏الوجهة: 2030، والمغرب يقود السرعة بثقة!".

رمزية "البُراق"

أطلق الملك محمد السادس، في 2018، اسم "البُراق" الغني بالرمزية، على القطار فائق السرعة الذي يربط بين طنجة والدار البيضاء.

"البُراق"..القطار فائق السرعة الذي يربط بين طنجة والدار البيضاء

وأوضح بيان للمكتب الوطني للسكك الحديدية،وقتها،أن اسم "البُراق"يعتبر "رمزا فريدا يحمل دلالات قوية عن السرعة الخارقة وطي المسافات أثناء السفر، وأنه "اسم سهل التذكُّر، يوحي بمعاني وقيم تعكس ثقافة راسخة يحملها هذا المشروع المهيكل والضخم الذي يعد بحق مفخرة وطنية"، كما "يجسد، من حيث الحداثة والتطور والإبداع، صورة بلادنا المتجهة نحو بناء مستقبل أفضل".

أداء والتزام

يعد "البُراق"، أول قطار فائق السرعة في القارة الإفريقية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس في نوفمبر 2018، رمزا للأداء والالتزام من أجل تنقل مستدام بوقع سوسيو - اقتصادي قوي.

وأثبت "البُراق"، بفضل آثاره الإيجابية المختلفة، أنه حل مبتكر وخيار طبيعي لتوطيد منظومة النقل الوطني وتعزيز تعدد الوسائط والحفاظ على البيئة.

ويضطلع "البُراق"، الذي يشتغل بالطاقة النظيفة، بدور محوري في تعزيز الاندماج الاقتصادي الوطني. فمن خلال ربط الدار البيضاء بطنجة في زمن قياسي، يعمل على التقريب بين مركزين رئيسيين للاقتصاد المغربي. فمن جهة، تعتبر الدار البيضاء الرئة الصناعية والمالية الرئيسية للمملكة. ومن جهة أخرى، أضحت طنجة، في غضون سنوات قليلة، منصة صناعية رائدة، ولا سيما بفضل المركب المينائي طنجة-المتوسط، الذي يفرض نفسه كمركز إستراتيجي على أبواب أوروبا.

ومن خلال تسهيل تدفق الأشخاص (5,5 ملايين مسافر سنة 2024) بين المدينتين، يعمل "البُراق" على تحفيز التعاون الاقتصادي، وتسهيل الاستثمارات، وتعزيز جاذبية المغرب كجسر بين إفريقيا وأوروبا. كما يجسد هذا الخط السككي السريع والحديث حقبة جديدة من الترابط والتنمية الإقليمية المتوازنة.

ومكن قطار "البُراق"، بمجرد دخوله الخدمة، من تحسين عروض النقل السككي، بشكل كبير، مع توفير المزيد من الراحة والأمان لمستخدمي القطارات.

ويأتي الخط الجديد فائق السرعة القنيطرة – مراكش، ليتموقع في سياق استمرارية تطوير شبكة السكك الحديدية بالمملكة، ويفرض نفسه كوسيلة النقل الأكثر كفاءة واستدامة لنقل الركاب، بالنسبة للمسافات المتوسطة والطويلة.

الملك محمد السادس والرئيس ماكرون لدى اعطائهما انطلاقة قطار البراق عام 2018

 

وسيتيح المشروع تحرير القدرة على الشبكة التقليدية، وهو ما سيمكن من تطوير خدمة حقيقية للقرب بالمدن الكبرى للرباط والدار البيضاء ومراكش.

دعامة للاقتصاد المغربي

قال عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك المغربي ،الخميس، إن الخط السككي فائق السرعة القنيطرة - مراكش، سيكون لبنة جديدة ودعامة أساسية للاقتصاد الوطني بمختلف تجلياته.

وأوضح قيوح، في تصريح للصحافة، أن هذا المشروع المهيكل سيقرب المسافات بين مدن المملكة بمدة تصل إلى 70 في المائة مقارنة بما هو عليه الحال في الوقت الراهن. وأضاف أن هذا المشروع الكبير، الذي من شأنه تسهيل حركة تنقل المواطنين، سيمكن من الربط بين المراكز الحضرية الكبرى، وخاصة الرباط والدار البيضاء ومراكش، وكذا مع أهم مطارات المملكة.

جيل جديد من المشاريع

بدوره ، قال محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب المغربي للسكك الحديدية،إن إنجاز الخط فائق السرعة القنيطرة - مراكش، سيجعل المغرب ضمن البلدان التي تتوفر على الشبكات فائقة السرعة الأطول في العالم (630 كلم).

وأوضح الخليع، في تصريح للصحافة، أن إنجاز هذا الخط السككي يندرج في إطار الأوراش الكبرى التي تشهدها المملكة بقيادة الملك محمد السادس، مبرزا أن قطاع السكك الحديدية شهد خلال العشرين سنة الأخيرة طفرة ملموسة، سواء من حيث الاستثمارات أو الأداء، مما جعل المغرب يتموقع كواحد من البلدان الرائدة في هذا المجال.

وذكر الخليع بإنجاز عدد من الخطوط السككيةذات الوقع الاقتصادي والاجتماعي القوي، وعلى رأسها قطار "البُراق" الذي تحول في غضون سنوات قليلة إلى وسيلة نقل ناجعة، حيث انتقل عدد المسافرين إلى 5,5 ملايين في 2024 مقابل حوالي 3 ملايين مسافر في 2019، مضيفا أن العدد الإجمالي للمسافرين عبر مختلف القطارات بلغ 53 مليون مسافر خلال السنة الماضية .

وأشار المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية إلى أن المغرب أصبح اليوم ورشا مفتوحا لجيل جديد من المشاريع التي تغطي مختلف القطاعات الاقتصادية في أفق 2030، مشددا على أن الوقع الإيجابي لهذه المشاريع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي يضع المغرب في سكة البلدان الصاعدة.

مشروع مهيكل

يسعى المغرب، من خلال هذه المشاريع المهيكلة، إلى تعزيز وتحديث شبكته للسكك الحديدية مواكبة لتحديات 2030، وذلك بهدف تسريع التنمية الاقتصادية للبلاد وتعزيز المبادلات مع باقي دول القارة الإفريقية.

ويعكس مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة - مراكش، رؤية الملك محمد السادس، الرامية إلى تحسين العرض السككي، ويندرج في إطار التوجهات الاستراتيجية للمملكة في مجال التنمية المستدامة، لا سيما تعزيز حلول التنقل الجماعي منخفضة الكربون. كما يجسد العزم الراسخ للمغرب على مواصلة تطوير شبكة سككه الحديدية، حتى تضطلع بدورها الكامل كعمود فقري لمنظومة نقل مستدامة وشاملة.

ويشكل هذا المشروع المهيكل، الذي سينجز بتكلفة  53 مليار درهم(5.7 مليار دولار) (دون احتساب المعدات المتحركة)، جزءا من برنامج طموح تطلب تعبئة استثمارات إجمالية بقيمة 96 مليار درهم (10 مليار دولار)، ويهم أيضا اقتناء 168 قطارا بمبلغ 29 مليار درهم (3 مليار دولار)، موجهة لتجديد الحظيرة الحالية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ومواكبة مشاريع التنمية، والحفاظ على مستوى الأداء بـ 14 مليار درهم (1.5 مليار دولار)، ستمكن على الخصوص من تطوير ثلاث شبكات للنقل الحضري على مستوى مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش.

ويشمل المشروع إنشاء خط سككي فائق السرعة، يربط مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، مع ربط بمطاري الرباط والدار البيضاء.

ومع هذا المشروع الجديد، ستصبح المدة الزمنية بين طنجة والرباط ساعة واحدة، وساعة وأربعين دقيقة بين طنجة والدار البيضاء، وساعتين و40 دقيقة بين طنجة ومراكش (ربح حيز زمني يزيد عن الساعتين).

وسيمكن المشروع كذلك من ربط الرباط بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء في 35 دقيقة، مع ربط كذلك بالملعب الجديد لبنسليمان.

كما يرتقب تأمين خدمة للخط فائق السرعة بين فاس ومراكش في حيز زمني يقدر بثلاث ساعات و40 دقيقة (بقطارات فائقة السرعة تسير على الخطوط العادية من فاس حتى شمال القنيطرة قبل المواصلة على الخطوط الجديدة فائقة السرعة إلى مراكش).

ويهم مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة - مراكش، بالخصوص، تصميم وإنجاز خط جديد بين القنيطرة - مراكش بسرعة 350 كلم في الساعة، وتهيئة مناطق المحطات بالرباط والدار البيضاء ومراكش (أشغال على السكك المستغلة)، والتجهيزات السككية، وبناء محطات جديدة للقطارات فائقة السرعة، ومحطات قطارات القرب وتهيئة المحطات الموجودة، فضلا عن إنشاء مركز لصيانة وإصلاح العربات بمراكش.

وسيتيح إنجاز تمديد الخط فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، مع ما ينتج عنه من تحرير للقدرة على الشبكة التقليدية، الفرصة لتطوير خدمة حقيقية للقرب، تتمثل في قطارات القرب الحضرية، تغطي جزءا من حاجيات النقل الجماعي بالنسبة لسكان مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش.

وتعد هذه الخدمة الجديدة لقطارات القرب الحضرية استجابة حقيقية لتحديات التنقل الحضري في هذه المدن الكبرى، وتوفر العديد من المؤهلات على مستوى المواعيد وجودة الخدمة والاستدامة.

وتزامنا مع إطلاق مشروع إنجاز الخط فائق السرعة الجديد القنيطرة - مراكش، يطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية برنامجا غير مسبوق لاقتناء 168 قطارا جديدا يهدف إلى تعزيز وتحديث مجمل أسطول معدات خدمة المسافرين.

وستتيح عملية الاقتناء هذه، التي خصص لها استثمار بقيمة 29 مليار درهم (3 مليار دولار)، تحسين الأداء التشغيلي وتعزيز الخدمات الجهوية، والاستجابة للزيادة المتوقعة في حركة المسافرين بحلول سنة 2030.

وعلى وجه التحديد، تهم العملية بشكل ملموس اقتناء 18 قطارا فائق السرعة لمشاريع التمديد، و40 قطارا للربط بين المدن، و60 قطارا مكوكيا سريعا و50 قطارا من شبكات النقل الجماعي على مستوى المدن الثلاث.

كما سيتيح هذا البرنامج الطموح لاقتناء عربات السكك الحديدية، بروز منظومة سككية صناعية. ومع معدل اندماج محلي يزيد عن 40 في المائة، يُبرهن البرنامج على التزام قوي تجاه المقاولة والكفاءات المغربية وستكون له حتما آثار إيجابية من حيث دعم الاقتصاد الوطني وخفض تكاليف النقل والتنمية المستدامة.

وينقسم البرنامج على الخصوص إلى مكونين رئيسيين، أولهما ذو طابع صناعي ويهم إنشاء وتشغيل وحدة صناعية محلية لتصنيع القطارات وإرساء منظومة للموردين والمناولين.

ويتعلق المكون الثاني بإحداث شركة مختلطة بين الشركة المصنعة والمكتب الوطني للسكك الحديدية لتأمين الصيانة الدائمة والصناعية، والتي تغطي مدة عمر القطارات مع التحكم في التكاليف.

وسيمكن هذا البرنامج، الذي سيمتد على مدى عشر سنوات، من تكوين موارد بشرية وخلق عدة آلاف من مناصب الشغل مباشر وغير مباشر.

ومع برنامج التحديث الجديد، تشهد شبكة السكك الحديدية المغربية برمتها نهضة حقيقية، لا تتعلق فقط بتمديد شبكة القطار فائق السرعة إلى مراكش، وإنما أيضا بتحديث وتعزيز وتجديد أسطول قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، وإحداث شبكة سككية للنقل الجماعي وخلق منظومة صناعية جديدة واعدة.

 

 

قطار البراق (صور من موقع المكتب الوطني للسكك الحديدية)

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار