: آخر تحديث

المخرجة هيفاء المنصور عضو بمجلس محافظي الأوسكار

4
3
4

ناهد الأغا

مرآةٌ نُطلّ بها على ما يمكن أن نكون عليه، حين نؤمن بقصتنا، ونرويها كما يجب، هي هيفاء منصور سيدة الكادر والضوء، بحضورها الحالم وعدستها التي ترى ما لا يُقال، تتوشّح المجد وتغدو عضوًا في مجلس محافظي الأوسكار تختصر حكاية وطنٍ آمن بحلمه، ومضى بثقة نحو الريادة وتمثل وطناً يُراهن على ثقافته الناعمة ويُصدّر للعالم مخرجات لا يُخرجها إلا قلبٌ سعوديّ قلب صادق، وشغوف، وعابرٌ للحدود دون استئذان.

اليوم وفي لحظةٍ تُخلّدها الذاكرة الثقافية السعودية ترسم المملكة اليوم سطرًا جديدًا في سفر المجد الإبداعي، وتضيف إلى صفحتها المشرقة إنجازًا يليق بطموحاتها الكبرى، حيث يحلّق اسم هيفاء المنصور في سماء العالم كعضو فاعلٍ في مجلس محافظي أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الجهة المنظمة لجوائز «الأوسكار»، وذلك في فرع المخرجين.

ولتصل هيفاء إلى واحدٍ من أعلى القمم في عالم السينما، كان عليها أن تخطو بثبات وسط دروبٍ لم تُمهّد، وأن تؤمن بأن الصوت القادم من الصحراء قادر على أن يُسمع في أروقة هوليوود، وبكل فخر هي أول سعودية يُختار اسمها ضمن واحدٍ من أعرق المجالس وأكثرها تأثيرًا في صناعة السينما العالمية: مجلس محافظي أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، حيث يضم في أروقته 55 عقلًا مبدعًا يمثلون مختلف التخصصات التي تُشكل لغة السينما: من ممثلين ومخرجين، إلى كتّاب سيناريو، ومصورين، ومهنيين في أدق تفاصيل الصناعة حيث تُرسم السياسات العامة للأكاديمية، وتُراجع لوائح الأوسكار، وتُطلق المبادرات التدريبية والبحثية التي تُعيد تشكيل ملامح الفن السابع، وتُوجّه دفته نحو مستقبل أكثر عدالةً وشمولية.

هيفاء المنصور شمسٌ ساطعة في سماء السينما السعودية، التي كسرت قيود المألوف ورفعت صوت وطنها عبر فيلمها الأول «وجدة» ذلك العمل الذي صورته من أزقة الرياض، حيث انطلقت حكاياتها، إلى أكبر مهرجانات السينما العالمية.. بعد أن أسرت القلوب بفيلمها الأول «وجدة»، فتحت هيفاء المنصور أبواب العالم السينمائي على مصاريعها، لتبحر في رحاب قصص إنسانية متنوعة، منها فيلم «Mary Shelley» الذي سرد حياة الكاتبة التي وهبت الأدب واحدة من أعظم رواياته، وفيلم «Nappily Ever After» الذي عبرت به إلى فضاءات السينما العالمية، حاملة راية السعودية والفن معًا، لتُثبت أن الفن لا يعرف حدودًا ولا جنسيات.

أصبحت نبراسًا يُلهم جيلًا جديدًا من المخرجات السعوديات والخليجيات، صوتًا نسائيًا قويًا في فضاء السينما العربية، تدفع بعجلة التمكين الثقافي والاجتماعي للمرأة، تنسج من أعمالها حكايات تتحدى القيود، وترسم بصمات فخر لبلادها في عالم الفن وفي مسيرة تكللت بالنجاح، حظيت هيفاء المنصور باعتراف عالمي استحقته عن جدارة، عندما اختيرت عضوًا في مجلس محافظي أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عام 2025، لتكون أول سعودية تنضم لهذا المجلس الرفيع، شاهدة على أن الإصرار والإبداع قادران على رسم ملامح جديدة لصناعة السينما في أرفع محافلها.

ومع هذا الاعتراف، تستمر هيفاء في عطائها، تحمل بين يديها مشعل الهوية السعودية، وتسعى بإبداعها إلى إثراء المشهد السينمائي المحلي والعالمي، ملتزمة بأن تظل قصص وطنها تنبض في أروقة الفن، لتُخلّد اسم المملكة في سجل الفن الرفيع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد