: آخر تحديث

سلام القوة أم قوة السلام!

6
6
4

رشاد أبو داود

يعيش العالم مرحلة تحول تاريخية، فهل هي أحد مظاهر صراع الحضارات كما تنبأ صامويل هنتنغتون؟، أم نهاية التاريخ كما توقع فرانسيس فوكوياما قبل حوالي عقدين؟، أم لا هذا ولا ذاك؟. نعيش اليوم ومعنا العالم ليس فقط عصر القطب الواحد بل الرجل الواحد.

عندما نسمع شعار سلام القوة بدل قوة السلام، إما أن توقِع أو تَقع، استسلم تسلم، نتذكر جملة بوش الشهيرة التي تمثل عقلية الهيمنة من هو ليس معنا فهو ضدنا. الرئيس الأمريكي أعلن منذ بداية تسلمه السلطة أنه لا يريد المزيد من الحروب في العالم.

لكن الرئيس نفسه يغيّر رأيه ويهاجم المنشآت النووية الإيرانية بقاذفة قنابل بي 52 الاستراتيجية الأكثر رعباً في العالم التي استدعاها من قاعدتها في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي ويقصف أهم ثلاث منشآت نووية إيرانية، ثم يعود ويقرر استئناف المفاوضات مع إيران في أوسلو.

يعلن أنه يريد وقف الحرب على غزة ويبدي تعاطفاً مع الغزيين: أريد أن أرى أهل غزة آمنين فقد عانوا الجحيم، كما جاء حرفياً على لسانه، وفي الوقت نفسه يواصل تزويد نتانياهو بالأسلحة والذخائر التي قتلت وأصابت حتى أكثر من 150 ألف إنسان في غزة.

ولطالما امتدح الرئيس نفسه الرئيس الروسي بوتين وقال إنه يحترمه وأنه يريد إنهاء حرب أوكرانيا، لكنه في الوقت نفسه يسمح لشركات أمريكية بالتوقيع على تزويد الرئيس الأوكراني الذي طرده من البيت الأبيض بمئات آلاف الطائرات المسيرة الهجومية والاعتراضية والانتحارية والاستطلاعية.

وبالمقابل يعلق تزويد كييف بشحنات من الأسلحة لكن هذه الأسلحة سوف تشتريها الدول الأوروبية المؤيدة لأوكرانيا في حربها مع روسيا من واشنطن وتزود بها زيلنسكي.

ربما يكون الرئيس ترامب صادقاً في رغبته بوقف الحروب في العالم، فهو يبتكر طريقاً ثالثاً في اللعبة الدولية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد