لا ينتظر دعوة أو مكافأة، المبادرة عنده حالة شخصية، ما إن يستشعر الحاجة، حتى ينفذ فوراً، هو لا يتوقف عند مناسبة أو موسم معين، ولا يتطلع إلى أي بروز إعلامي. أسس، بل هو يسعى كل يوم لتأسيس ثقافة تطوعية مستمرة في الوطن، حبه لوطنه هو دافعه الأول والأخير، ومن دون أن يشعر، يستشعر أن الأماكن الخربة تبحث عنه، وحفر الشوارع تناديه، واسمنت الجسور ينتظر فرشاته.
بوجراح غَيّر الصورة النمطية للشاب الكويتي، وهو رد مباشر على تهمة اعتماد الشاب الكويتي على الآخرين وترفهه وكسله.
بوجراح أثبت أن الشاب الكويتي أقرب ما يكون إلى حاجة وطنه، فماله ويده وقلبه بخدمته، لأن الكويت وطن غير عادي.
وظّف مهاراته في كل اتجاه وصوب، نظّم حملات تطوعية كبيرة، أمسك بفرشاته يصبغ جسراً، ولبس قفازه لينظف حماماً أو يزرع شجرة، من دون أن يدعوه أو يطلب منه أحد.
المواطن بوجراح هو نموذج إنساني يجب تعميمه، لأنه ليس حالة استثنائية، بل هو نموذج يستحق أن يُعمّم في المدارس، ويستضاف أكثر وأكثر في الإعلام، لأنه فخر، ولابد أن يكون قدوة للصغار قبل الكبار.
الشكر الجزيل للمواطن بوجراح، والشكر موصول أيضاً لكل من تجاوب من أهل الكويت مع مبادراته ودعمه وعمل معه، من دون أن ينتظروا كلهم طلباً أو دعوة، ومن دون أيضاً أن ينتظروا أو يسعوا أيضاً إلى سماع عبارات الإشادة والتبجيل.
نقولها شكراً صادقة كبيرة لصدق نواياكم ومبادراتكم، ولصدق وطنيتكم وحبكم لوطننا الجميل.. الكويت.
إقبال الأحمد