(الحي يحييك .. والميت يزيدك غبن) والهلال في مشاركته في كأس العالم 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية فعل هذه وتلك، فأحيا الأفراح في قلوب كل محبيه ومحبي كرة القدم السعودية، وزاد المتربصين والحاقدين والحاسدين غبنًا، وفعل أكثر بكثير من المطلوب والمتوقع والمستهدف رغم كل الظروف الصعبة والمعطيات المحبطة التي سبقت ذهابه إلى ميامي، ورغم صدمة عودة متروفيتش من مشاركته الدولية (معطوبًا)، وزادت عليه الصعوبات والتحديات بغياب نجمه وقائده سالم الدوسري ومدافعه الصلب حسان تمبكتي، فضلًا عن الحالة البدنية الرديئة التي كان عليها الهلال مع نهاية الموسم، والتي أظن أن لاعبي الهلال وجهازه اللياقي الجديد قد تفوقوا على أنفسهم وكسروا قوانين الطبيعة ليقدموا هذا الجهد الخارق أمام فرق مثل ريال مدريد وسالزبورغ وباتشوكا ومانشستر سيتي وفلومينينسي في أقل من 16 يومًا متنقلًا بين أكثر من ولاية ومدينة أمريكية!.
ذهب الهلال بدون أي صفقات جديدة، وبدكة بدلاء لا تسمن ولا تغني من جوع، ومع ذلك حقق ما عجز الكثيرون عن تخيله حتى الآن، ولا زال يعجز كثيرون عن التعايش معه الآن، وكان كالعادة سفيرًا فوق العادة للكرة السعودية، وواجهة مشرفة للمشروع الرياضي السعودي، وخيب آمال الكثير من المتربصين هنا وهناك به أو بالمشروع السعودي، وكأني بلسان حال القائمين على هذا المشروع وهم يشاهدون ما فعله الهلال: "وأرسل (هلالًا) ولا توصه".
ورغم كل هذه الظروف والصعاب والإرهاق البدني قبل وأثناء البطولة، ورغم صدمة حادثة وفاة الدولي البرتغالي ونجم ليفربول دييغو جوتا قبل مواجهة الهلال وفلومينينسي بأقل من 24 ساعة وتأثيرها النفسي والذهني على اللاعبين وتحديدًا زميليه في المنتخب البرتغالي روبن نيفيز وجواو كانسيلو؛ والذي بدا واضحًا منذ دخولهما لأرض الملعب، إلا أنّ الهلال كاد أن يصل لنصف نهائي البطولة، واحتاج خصمه أو خصومه لصافرة ظالمة متربصة حتى تُنهي رحلة الهلال العالمية المبهرة!.
ما فعله الهلال اليوم ربما سيكون هو منتهى حلم وطموح كل فرق آسيا وأفريقيا لعقود مقبلة، بينما سيكون حلم الهلال القادم هو تحقيق البطولة التي كان يمكن أن يحققها من أول مشاركة لو أن العمل والإعداد لهذه المشاركة كان أكثر جرأة وتجردًا من قبل القائمين على المشروع الرياضي السعودي وأصحاب القرار فيه، ولو أنَّهم وضعوا على الرف قليلًا آراء وأصوات المتعصبين الذين رفضوا دعم الهلال مبكرًا بحجة عدالة المنافسة، ولم يصدقوا كذبة أنَّ الهلال كما يقول أولئك المتعصبون سيمثل نفسه، وربما كانت ردود الأفعال العالمية والدولية التي وصلت إلى أروقة الاجتماعات والقمم والمؤتمرات السياسية والاقتصادية تكفي للرد على هؤلاء!.
انتهت مشاركة الهلال العالمية، ولا يجب أن يتوقف الهلاليون عن الفخر بفريقهم، فما حدث لم يكن مجرد حدث؛ بل حكاية تُروى للأجيال عن الطموح وعن الصمود وعن الشجاعة والإقدام والكبرياء، ملحمة كروية حقيقية هزت العالم، وإن كانت ملحمة (سيرة بني هلال) تتحدث عن رحلة قبيلة (بني هلال) من نجد إلى شمال أفريقيا، فهذه الملحمة الجديدة تتحدث عن رحلة (بني هلال) من نجد إلى بلاد العم سام، وما فعلوه هناك بالأسبان والإنجليز.
-قصف
-3 أسابيع إجازة مستحقة للاعبي الهلال بعد الجهد الخرافي الذي بذلوه؛ هذه الإجازة لا يجب أن تشمل إدارة الهلال وصناع القرار، بل يجب أن تكون 3 أسابيع مليئة بالعمل والإنجاز وتخليص الصفقات مبكرًا، ومخالصة الخارجين من حسابات المدرب؛ حتى يأتي معسكر الفريق الخارجي بثماره!.
-الهلال بحاجة للكثير من الإضافات والعلاجات، ما فعله في كأس العالم كان استماتة وروح وقتالية لا يمكن أن تعول عليها طوال الموسم!.
- إبعاد الرباعي البرازيلي بما فيهم هداف المونديال وعلى رأسهم كبيرهم مالكوم أصبح ضرورة ملحة، والاختيار الدقيق للاعبي المواليد سيكون له أثر كبير في موسم الهلال!.
-حتى البيت الشهير "فقل للشامتين بنا أفيقوا .. سيلقى الشامتون كما لقينا" أفسده الهلال على محبيه؛ إذ يستحيل على الشامتين بالهلال اليوم أن يلقوا كما لقي!.