في عام 1973 ميلادية، أعلنت «رعاية الشباب» كما تُسمى في ذلك الوقت، الآن تمثلها وزارة الشباب، أن فريق سانتوس البرازيلي سيزور السعودية، اشتعلت الصفحات الرياضية في الصحف السعودية في الكتابة عن هذا الحدث، لا سيما أن فريق سانتوس البرازيلي يضم اللاعب بيليه، الذي يعدّ ظاهرة كرة القدم حتى الآن، أخي الأكبر اهتم بالحدث، وقبل مباراة المنتخب السعودي وفريق سانتوس البرازيلي بأيام طلب مني أن أذهب معه لشراء تذاكر، وعلى غير العادة، إذ كنا نشتري تذاكر المباريات قبل سويعات من بدء المباراة ومن شباك في سور الملعب، ولكن في هذه المباراة الودية ذهبنا إلى شارع الوزير في الرياض، وكان شارعاً تجارياً في وقته، يضم محلات الماركات والمطاعم وبعض المكتبات. المهم، اشترينا تذاكر، وفي يوم المباراة ذهبت مع أخي، وأظن المعلب كان إما «ملعب الصائغ» أو «ملعب الملز»، وكانت المباراة تقام عصراً لعدم وجود إضاءة، والملعب كان ترابياً، ومع كل هذه المعوقات فتذاكر المباراة نفدت، وبدأت تُباع في السوق السوداء. طبعاً كنا ذاهبين للمباراة للفرجة على اللاعب الأسطورة بيليه فقط، لأننا نعرف مسبقاً أن فريقنا السعودي سيُهزم، وهو ما حدث.
بعد هذه الفترة، ومع التطور، أصبحت كرة القدم السعودية تُبْلي بلاءً حسناً في المحافل الدولية، وفي المباريات الرسمية، مثل الحصول على بطولة القارة الآسيوية، والأداء الجيد في كأس العالم الأخيرة، وآخر المشاركات كانت مشاركة فريق نادي الهلال السعودي في بطولة الأندية العالمية، ووصوله لدوري الثمانية. كل ذلك حصل لوجود «رؤية 2030»، وتطبيقها في مجال الرياضة.
ومن الطبيعي أن تنفق على مشروعاتك في البداية ليصبح لها مردود ربحي فيما بعد، وهناك مشروعات ومنها الرياضة لها مردود غير منظور، وهو التعريف بالبلد ومنجزاته، فقد عرفنا البرازيل من الرياضة قبل الجغرافيا، وأصبحت الرياضة في البرازيل رافداً اقتصادياً مُهماً عبر تصدير المدربين واللاعبين وبعقود مالية خرافية، ناهيك عن المردود الإعلامي الذي تُنفق فيه الدول مليارات الريالات. والرياضة عرّفت بالسعودية أفضل تعريف، ولن تستطيع القيام بهذا التعريف أفضل شركات العلاقات العامة العالمية، لذلك فالمشروع الرياضي السعودي قد حقق مكاسبه، متجاوزاً ما أُنفق عليه. ودمتم.