عبر التاريخ، شكّلت الرياضة جزءاً أساسياً من الترفيه والاستثمار، والإعمار. منها تُصنع بهجة وتقوم نهضة. من سباقات الخيل والإبل قديماً، وليس انتهاءً بكرة القدم، هذه اللعبة الساحرة الآسرة.
ولكل بلدٍ ثقافته في الرياضة. على سبيل المثال: في بعض البلدان -ومنها لبنان- تتفوّق كرة السلة على كرة القدم.
ولكن الحديث اليوم عن الرياضة بعمومها، وكرة القدم بشكلٍ خاص، وبخاصة مع الزخم التنموي الحديث في الإقليم الذي يقوم على تبويب الرفاهية للمجتمعات الحيويّة، وبخاصة في دول الخليج الصاعدة التي تستثمر بالأندية الأوروبية وتنمّي الأندية المحلية.
ترى الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في تصريحٍ لها: «إنه ومع انطلاق (رؤية السعودية 2030)، وخطة التحول الشاملة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وخريطة الطريق نحو مستقبل زاهر، والتي سارعت إلى انفتاح المملكة وترابطها مع العالم بشكل غير مسبوق، جُعلت الرياضة من أبرز عوامل هذا الترابط، فمن خلال استثماراتها الضخمة في مختلف الرياضات التي تتمتع بمستوى عالٍ من الاحترافية والشعبية، هي لا توسع من مشاركتها العالمية فحسب؛ بل تساهم أيضاً في تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزز من حيوية المجتمع».
قبل أيام، زار الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، السعودية. وبصورة مبهجة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان شعار نادي الهلال السعودي حاضراً. وهذا يعبّر عمَّا هو أعمق من مفاهيم الأندية؛ بل يعبّر عن الدعوة نحو التنمية والحيوية والرفاهية في الإقليم.
الهدف الأساسي من الرياضة، أنها تعني -بالضرورة- السلم والأمن والتنمية، واستقرار الإنسان ونماءه وسعادته وتسامحه.
حول الرياضة ونموّها القوي في الإقليم، كتب الأستاذ مشاري الذايدي بعد انتصار الهلال على مانشستر سيتي: «هذا الانتصار اختصر كثيراً من الكلام والدفاع عن قيمة المشروع الكروي السعودي، فليس من مُحامٍ أفضل لك من الإنجاز والعمل، بدل الكلام والمرافعة، وهو يكشفُ عن جِدّية العمل السعودي على هذا الشأن، كما أنه يمنح أملاً ببقية الشؤون السعودية المعمول على الاعتلاء بها وتجديدها، والذهاب بها إلى أرضٍ أخرى، أرض الميعاد والأحلام القابلة للتحدي. إنه يفتح على بقية وعود (الرؤية السعودية الجديدة)؛ حيث تتضافر عليها هجمات الحاسدين والمستهزئين». مضيفاً: «نعم، كثيرٌ من مُفردات قاموس (الرؤية)، قابلة للتحقيق، وغيرها قابل للتعديل أو التأجيل أو البحث الزائد: فمن ذا الذي يا عَزُّ لا يتغيَّرُ؟!».
الخلاصة: إن هذه الرؤى التنموية السعودية والإماراتية والخليجية في الرياضة، هي البوصلة الأساسية. شعار الاستثمار كالتالي: «نريد الحياة والحيوية».
الرياضة سياسة تنموية واستثمارية مهمة. الصورة التي جمعت ولي العهد والشيخ طحنون بن زايد تقول إن الفرصة للمستقبل؛ للأجيال التي تفرح بالتعليم والطبابة والرياضة، وتبتهج بكونها ضمن محيطٍ آمنٍ مستقر وتغمره السعادة.
كرة القدم جزء من يوميات معظم البشر. إنها تمثل لهم التحديات والبدايات والفرص؛ بل وتكوّن لهم أفكارهم الأساسية. إنها تمرين على التحدي والمنافسة. وتمنح كل مباراة كروية معاني حول الحياة ومشاقّها. إن الرياضة فلسفة كبرى تخاطب نزعات الإنسان وتحدياته.