: آخر تحديث

السعر لكل 1000 كلمة!

3
3
2

وصلتني قبل عدة أيام عبر أحد برامج التواصل الاجتماعي الرسالة التالية:السيد الفاضل/ إبراهيم الهاشمي‏تحية طيبة وبعد..‏اسمي «الحركي» أحمد عبد السلام، أعمل كاتب ظل متخصصاً في كتابة الروايات، والقصص القصيرة، والمسرحيات، ومقالات الرأي لحساب الغير، بدقة وجودة عالية تراعي أسلوب الكاتب الذي أمثّله وتخدم الفكرة التي يطرحها.‏يسعدني أن أضع بين أيديكم خبرتي في هذا المجال، حيث أستطيع العمل على نص أدبي كامل انطلاقاً من فكرة يقدّمها العميل، أو تطوير عمل مكتوب مسبقاً وضبطه ليناسب البيئة الثقافية والاجتماعية التي يختارها الكاتب.‏سعري هو (........) لكل 1000 كلمة مكتوبة، مع ضمان تسليم العمل منسقاً ومدققاً لغوياً وفق أعلى معايير الجودة. كما يسعدني أن أقدم خدمات إضافية للراغبين في نشر أعمالهم، تشمل:‏استخراج رقم إيداع بترقيم دولي (ISBN)، وخدمات الطباعة وتصميم الغلاف، والتنسيق مع دار نشر موثوقة أتعامل معها بشكل مباشر، لمن يرغب في إصدار عمله بشكل احترافي.و‏أنا متاح للتعاون في أي وقت، وأرحب بأي استفسار أو نقاش حول طبيعة العمل المطلوب..‏مع خالص التقدير والاحترام.هذه الرسالة التي يعبر محتواها عما وصلنا إليه من تهافت واستغلال وغياب لأدنى معايير الاحترام للأدب والأدباء، ذكرني بسؤال أطلقه الصديق الشاعر طارق الجنايني في إحدى الندوات الحوارية حول مدى صدقية المادة المكتوبة عبر برنامج (ChatGPT) وخاصة ممن يطلبون من البرنامج كتابة قصيدة شعرية لهم، أو رواية، أو قصة قصيرة، أو دراسة أدبية، أو مادة بحثية متخصصة دون بذل أدنى مجهود منهم، وعن كيفية التعامل مع مثل هؤلاء البشر الذين يريدون أن يقتحموا عالم الإبداع الإنساني دون أي مَلكة يملكونها أو موهبة أو حتى مجهود فكري أو ذهني أو بحثي، فقلت له يمكن التعامل مع ذلك بوضع العبارة التالية «سرقة أدبية» بين قوسين على مغلف تلك الرواية أو الديوان أو الدراسة أو البحث، أو أن يسبق «السارق» اسم المؤلف أو المؤلفة الذي سيوضع على ذلك الكتاب لتمييزه عن المؤلفات الحقيقية التي يبذل فيها مؤلفوها جل جهدهم وإبداعهم وفكرهم.هذا هو الحال الذي وصلنا إليه، وهذه واحدة من الرسائل الصريحة المعلنة عن توفير الخدمات لكل من هب ودب وتغويه نفسه أن يكون أديباً أو كاتباً أو شاعراً أو روائياً، فكم شخصاً يا ترى قد سولت له نفسه وتجاوب مع مثل هذه الرسالة أو استخدام خدمات (ChatGPT) أو غيره من البرامج، يا ترى كم مؤلَّفاً سيكتب عليه «سرقة أدبية» أو سيسبق «السارق» اسم المؤلِّف.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد