عبدالله خلف
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وقال شاعر:
إن القلوب لأجناد مجندة
لله في الأرض بالأهواء تعترفُ
فما تعارف منها فهو مؤتلفٌ
وما تناكر منها فهو مُختلفُ
وقال طرفة:
وإن امْرأً لم يعفُ يوماً فكاهة
لمن لم يرد سوءاً بها لجهولُ
تعارف أرواحُ الرجال إذا التقوا
فمنهم عدوُّ يتقى وخليل
وكان يُقال: المودة قرابة مستفادة.
وقيل لخالد بن صفوان: أخوك أحبّ إليك من صديقك؟
فقال إن أخي إذا كان غير صديق لم أحبه.
وروي عن واصل مولى أبي عيينة قال: كنت مع محمد بن مرو فأتى عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان، فقال عطاء لمحمد: أي عمل في الدنيا أفضل؟ فقال صُحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان، إذا اصطحبوا على الأمن والتقوى، فحينئذ يذهب الله بالخُلف من بينهم، فواصلوا وتواصلوا.
وروي عن بشر بن السريّ قال: ليس من البرَّ أن تبغض ما أحبه حبيبك.
وقال عبدالله بن صالح: اجتمعت أنا ومحمد بن نصر الحارثي وعبدالله بن المبارك، والفُضيل بن عياض فصنعت لهم طعاماً وقال:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً
ذا عفافٍ وحياءٍ وكرم
قوله للشيء لا إن قلتُ لا
وإذا قلت نعم قال نعم
وقال الشاعر
همومُ رجال في أمور كثيرة
وهمي من الدنيا خليل مساعد
يكون كروح بين جسمين قسمت
فجسمهما جسمان والروح واحد