إيلاف من القدس: لم يكن الحديث في إسرائيل عن استمرار مصر في تسليح جيشها بأحدث المعدات والأسلحة بصفة دائمة على الرغم من ظروفها الاقتصادية غير المستقرة، سوى حديث إعلامي أو على لسان شخصيات غير رسمية في تل أبيب، ولكن ما قاله سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون الجمعة عن تسليح الجيش المصري، هو أول تصريح إسرائيلي رسمي في هذا الشأن.
"لماذا تحتاج مصر إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟.. مبعوث إسرائيلي بالأمم المتحدة يحذر من حشد عسكري، بهذا العنوان تناولت الصحافة الإسرائيلية تصريحات داني دانون.
ورغم أن مصر لعبت دورا محوريا كوسيط بين إسرائيل وحماس، فإن كلمات دانون سلطت الضوء على فجوة الثقة المتزايدة بين مصر وإسرائيل، وجاء الموقف الأخير لمصر برفض ملف تهجير الفلسطينيين رفضاً قاطعاً ليثير الخوف في الداخل الإسرائيلي، فقد كانت المفاجأة أن مصر لا تستجيب على طول الخط لما تحاول تل أبيب وواشنطن فرضه عليها.
تحذير إسرائيلي رسمي
أصدر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون تحذيرا شديدا بشأن الترسانة العسكرية المتنامية لمصر، متسائلا عن سبب استثمار القاهرة مئات الملايين من الدولارات سنويا في أسلحة متقدمة على الرغم من عدم مواجهة أي تهديدات فورية.
وفي حديثه للصحافية مندي ريزيل في برنامج أخبار الأسبوع على إذاعة كول باراما، وصف دانون الحشود العسكرية المصرية بأنها سبب للقلق في ضوء الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وقال دانون "إنهم ينفقون مئات الملايين من الدولارات على المعدات العسكرية الحديثة كل عام، ومع ذلك لا يواجهون أي تهديدات على حدودهم. لماذا يحتاجون إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟ بعد السابع من أكتوبر، يجب أن تدق أجراس الإنذار. لقد تعلمنا درسنا. يجب أن نراقب مصر عن كثب ونستعد لكل سيناريو".
أين الولايات المتحدة؟
وأشار دانون أيضًا إلى دور واشنطن في إمداد الجيش المصري بالأسلحة، وحث على إعادة تقييم هذه القضية. وأضاف "علينا أن نسأل الولايات المتحدة لماذا تحتاج مصر إلى كل هذه المعدات؟".
وكانت تصريحاته هي المرة الأولى التي يثير فيها مسؤول إسرائيلي كبير مثل هذه المخاوف علناً بشأن التوسع العسكري المصري.
جاءت تعليقات دانون في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث أعادت إسرائيل تقييم استراتيجيتها الدفاعية في أعقاب العملية التي قادتها حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وفي حين لعبت مصر دوراً محورياً كوسيط بين إسرائيل وحماس، فإن كلمات دانون سلطت الضوء على فجوة الثقة المتزايدة بين البلدين.
وقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام في عام 1979، لكن إسرائيل تراقب عن كثب المشتريات العسكرية للقاهرة، وخاصة علاقاتها مع الجيش الأميركي ومشترياتها من أنظمة الأسلحة الأوروبية المتقدمة.