: آخر تحديث
عبر عن وعيه بالتحديات الجسيمة التي تنتظره

اعادة انتخاب عبد الاله ابن كيران أمينا عاما ل"العدالة والتنمية" المغربي

0
0
0

إيلاف من الرباط:جدد المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي(مرجعية إسلامية) الاحد في بوزنيقة ( جنوب الرباط) ثقته في عبد الإله ابن كيران، بانتخابه أميناً عاماً للحزب لولاية جديدة بعدما صوت لصالحه 974 مؤتمرا من مجموع 1402، مؤكداً استمرار الرجل في قيادة سفينة الحزب خلال مرحلة سياسية دقيقة، بعد سنوات من التحديات الداخلية والتراجعات الانتخابية.

ولم يكن تفوق ابن كيران، الأحد على منافسيه، إدريس الأزمي الإدريسي وعبد الله بوانو، مفاجئاً، إذ حملت المؤشرات الأولية منذ بداية أشغال المؤتمر ميولاً واضحاً نحو إعادة تزكية الزعيم الذي قاد الحزب إلى تدبير الشأن الحكومي لأول مرة عام 2011، عقب تصدره الانتخابات التشريعية في سياق دستور 2011.  

وجاء انتخاب ابن كيران متناغماً مع قناعات عدد من قيادات الحزب، التي عبّرت، سواء عبر تصريحاتها أو مداخلاتها أثناء المؤتمر، عن حاجتها إلى قيادة ذات كاريزما قادرة على ترميم الصف الداخلي وإعادة الاعتبار لمشروع الحزب المجتمعي.

وسبقت عملية انتخاب الأمين العام، مرحلة تجديد المجلس الوطني،حيث برزت عودة شخصيات قيادية إلى الواجهة السياسية، في مقدمتها سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق، و محمد يتيم، وعبد العزيز أفتاتي، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على عودة روح التأسيس إلى الحزب، والرهان على التجربة النضالية والخبرة السياسية لإعادة تموقع العدالة والتنمية في المشهد الحزبي الوطني.

ستة أسماء مرشحة وثلاثي في التنافس النهائي  

اعتمد حزب العدالة والتنمية على طريقة جديدة في ترشيح هياكله، إذ ابتكر منهجية تنظيمية تقوم على التكليف بالترشيح من طرف المؤتمرين، دون إعلان مسبق للترشيحات من قبل القيادات. 

واختار المؤتمِرون من يمثلهم في المجلس الوطني عبر التصويت على لائحة تضم جميع الأعضاء الحاضرين.  

وأسفرت النتائج عن تكليف 245 عضواً لعضوية المجلس الوطني، بناءً على أعلى عدد من الأصوات.

بعدها استخرجت اللجنة التنظيمية الأسماء التي حصلت على نسبة 10% من الأصوات، حيث جاء الترتيب على النحو التالي: عبد الإله ابن كيران 163 صوتاً، إدريس الأزمي الإدريسي 160صوتاً، عبد العزيز العماري 111 صوتاً، عبد الله بوانو 94 صوتاً، عبد العالي حامي الدين 31 صوتاً، وجامع المعتصم 30 صوتاً.  

هؤلاء هم المرشحون، وفقاً للقانون التنظيمي للحزب، للتنافس على منصب الأمانة العامة خلال مرحلة "التداول" في اختيار الاسم الأكثر كفاءة لهذا المنصب.

ومع اعتذار كل من عبد العزيز العماري، وعبد العالي حامي الدين، وجامع المعتصم عن الترشح، انحصر السباق بين الثلاثي: ابن كيران، والأزمي الإدريسي، وبوانو.  

وامتدت مرحلة التداول الداخلي خمس ساعات متواصلة، كما ينص على ذلك القانون الداخلي للحزب، ليُعلن بعدها فوز عبد الإله ابن كيران بولاية جديدة على رأس الامانة العامة للحزب ، في إشارة قوية إلى رغبة القواعد التنظيمية في العودة إلى "رمزية القيادة" خلال مرحلة حرجة يمر بها الحزب.

رهانات ابن كيران في المرحلة الجديدة

في تصريح له عقب إعلان فوزه بمنصب الأمانة العامة، عبر ابن كيران عن وعيه بالتحديات الجسيمة التي تنتظره، وعلى رأسها إعادة بناء القاعدة الشعبية للحزب بعد النكسة الانتخابية عام 2021، إضافة إلى استعادة صورة الحزب كقوة معارضة فاعلة ومؤثرة في المشهد السياسي، في ظل مشهد حزبي متغير وتراجع منسوب الثقة الشعبية في العمل السياسي عموماً.

وتبقى الملفات الكبرى المرتبطة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وقضايا الشباب والحريات، من أبرز رهانات الأمين العام الجديد، الذي يُراهن على التواصل المباشر مع المغاربة عبر لقاءات وتجمعات خطابية، وتوظيف شبكة علاقاته الداخلية لإعادة تموقع الحزب، ليس فقط كفاعل سياسي، بل أيضاً كرافعة لقيم الإصلاح التي تأسس عليها

انتخاب ابن كيران يحمل رسائل سياسية

يحمل تجديد انتخاب ابن كيران رسائل سياسية متعددة، أبرزها أن "العدالة والتنمية"، رغم جراحه الانتخابية، يراهن على خبرة قياداته السياسية وتجربتها الميدانية للعودة إلى واجهة العمل السياسي، مثل طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده، وفق الأسطورة الإغريقية.  

كما يبعث الحزب من خلال إعادة انتخاب ابن كيران رسالة إلى خصومه بأنه لم يغادر مربع الفعل السياسي، وأنه يستعد للعودة التدريجية إلى قلب التنافس السياسي، مع تجديد خطابه السياسي وتطوير آلياته التنظيمية.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار