الرباط: قال محمد إنفي، عضو اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي إن بيان الدار البيضاء الصادر عن الأعضاء العشرة للمكتب السياسي للحزب ،يكشف عن غياب الشجاعة الأدبية لدى أصحابه، إذ تحاشوا ذكر السبب الحقيقي والمباشر الذي جمعهم في العاصمة الاقتصادية للمغرب؛ كما أنهم يفتقدون إلى الأمانة العلمية لكونهم تغاضوا عن ذكر القرارات التي ساهموا فيها، بل أشرفوا( إلى جانب الكاتب الأول / الامين العام ، وباقي أعضاء المكتب السياسي) على اتخاذها وبالإجماع، فيما يتعلق بالمؤتمر الوطني العاشر.
واضاف قائلا في مقال نشره بموقع الحزب" أشعر بخيبة أمل كبيرة وبصدمة قوية أمام هذا الانقلاب الذي سببه الحقيقي والمباشر أطماع صغيرة لأناس كنا نعدهم كبارا. لقد انقلبوا على القرارات التي شاركوا فيها وأشرفوا على اتخاذها، بعد أن تبخر حلمهم في الاستوزار".
و أشار إنفي الى أن هذا الانقلاب ينطوي على إساءة بليغة للمؤسسات التقريرية في الحزب (اللجنة الإدارية والمجلس الوطني). كما أنه يُبخِّس عمل اللجنة التحضيرية التي هم أعضاء فيها؛ ناهيك من استبلاد الجميع بادعاء الحرص على وحدة الحزب، وهم أول من يسعى إلى تهديم ما بني تنظيميا وسياسيا، منذ 10 أكتوبر 2016 إلى اليوم بسبب طمعهم في الاستوزار، وفق تعبيره.
من جهته، انتقد مصطفى عجاب، عضو المكتب السياسي للحزب البيان الصادر عن الأعضاء العشرةً ، وذلك في مقال نشره بموقع الاتحاد الاشتراكي تحت عنوان"فضح المسكوت عنه تنويرا للرأي العام الاتحادي"، و الذي أشار من خلاله إلى أهم المحاور التي جاء بها اجتماع المكتب السياسي ليوم 26 مارس الماضي .
وقال عجاب " كان عدد الحاضرين عند انطلاق الاجتماع بالمقر المركزي 25 عضوة وعضوا( وهو بالمناسبة عدد قياسي في حضور اجتماعات الجهاز)، و جدول الاعمال يتعلق بنقطة فريدة: مستجدات المشاورات الحكومية"، مؤكدا أن الكشف عن حصة الاستوزار بالنسبة للحزب داخل الحكومة تم في إطار التوافق بين مختلف الأعضاء، بخلاف ما تم تداوله في بيان الـ10.
واضاف ان القرار الذي تمخض عن الاجتماع،"بعد مناقشات عميقة شارك فيها جميع الحاضرين، فوض بالإجماع الكاتب الأول بمواصلة المشاورات بشأن هيكلة الحكومة واقتراح الأسماء للقطاعات التي ستؤول للحزب".
يذكر ان هذا الموقف هو نفس الموقف الذي تبناه عبد السلام الرجواني، عضو اللجنة الإدارية للحزب، وذلك في مقال مماثل نشرفي موقع الحزب. واستغرب الرجواني أن بعض الموقعين على البيان كانوا من أبرز مرافقي الكاتب الأول وأكبر مساعديه، بينما كان جل الموقعين أعضاء فاعلين في اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، وصوتوا دون تحفظ على مشاريع التقارير.
وتساءل الرجواني"ماذا وقع في غضون اسبوع؟ . وقال "لا شيء مهم سوى الإعلان عن اللائحة الاسمية للحكومة. وان كنت أتفهم مشاعر الإحباط التي انتابت من تجاوز طموحه في الاستوزار غيرته على الاتحاد، فإني صراحة أعجب لموقف من اعرفه زاهدا في ذلك".
و أصدر أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أول من أمس بيانا يعبرون فيه عن القلق والخيبة تجاه مسلسل التراجع السياسي والتمثيلي والمجتمعي للحزب، ويتعلق الأمر بكل من محمد الدرويش، عبد الكبير طبيح، سفيان خيرات، كمال الديساوي، عبد الوهاب بلفقيه، وفاء حجي، حسناء أبو زيد، محمد العلمي، عبد الله العروجي ومصطفى المتوكل.
و اعتبر البيان أن المنهجية التي اعتمدت في التحضير للمؤتمر العاشر لا تستجيب لتطلعات الاتحاديين والاتحاديات في جعله محطة لتقويم الاختلالات العميقة، كما شدد على إعادة النظر في منهجية التحضير لمشاريع مقررات المؤتمر.