أعلن المدعي العام في باريس فرانسوا مولانس مساء الثلاثاء أن الرجلين اللذين اعتقلا في مرسيليا كان بحوزتهما ثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات وأسلحة وراية داعش.
إيلاف - متابعة: أعلن المدعي العام في باريس فرنسوا مولانس مساء ان الرجلين كان بحوزتهما ثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات واسلحة وراية لتنظيم داعش. وأضاف المدعي العام خلال مؤتمر صحافي، ان المشتبه بهما فرنسيان وهما كليمان بور (22 عاما) ومحي الدين مرابط (29 عاما).
ووصفهما بانهما "شخصان يتميزان بالحذر الشديد والتصميم الكبير"، وبانهما كانا يعدان للقيام بـ"عمل عنف وشيك على الاراضي الفرنسية من دون ان نتمكن من تحديد اليوم والهدف او الاهداف بشكل واضح". واوضح ان مرابط كان يسعى للاتصال بتنظيم داعش، خصوصا لنقل "شريط فيديو يتضمن مبايعة او تبن" لاعتداء محتمل.
واضاف مولانس انه "تم اعتراض شريط فيديو في الثاني عشر من ابريل تظهر فيه طاولة عليها رشاش اسرائيلي الصنع من نوع عوزي، وراية لتنظيم داعش، وعشرات الذخائر التي وضعت بشكل عبارة هي +العين بالعين والسن بالسن+ اضافة الى الصفحة الاولى من نسخة من صحيفة لوموند تحمل تاريخ السادس عشر من مارس 2017 وعليها صورة مرشح للرئاسة" هو مرشح اليمين فرنسوا فيون.
وضبط عناصر الشرطة من الشقة، التي كان يقيم فيها الرجلان في مرسيليا، ثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات المصنعة يدويا، وقنبلة مصنعة يدويًا، والعديد من الأسلحة النارية، بينها رشاش وصناديق ذخيرة وراية لتنظيم داعش، حسب ما نقل مولانس. واستهدفت فرنسا منذ العام 2015 سلسلة من الاعتداءات "الجهادية" اوقعت 238 قتيلا، كما تم كشف نحو عشرين محاولة اعتداء منذ مطلع العام 2016، حسب الحكومة.
ورحب الرئيس فرنسوا هولاند بالتوقيف، مضيفا "قامت اجهزتنا وشرطتنا بأداء مميز سمح بتوقيف شخصين سيخضعان لاستجواب الشرطة والقضاء للكشف عن نواياهم بالكامل".
وكانت السلطات الفرنسية ابلغت في الاسبوع الفائت فرق حملات المرشحين المحافظ فرنسوا فيون واليميني المتطرف مارين لوبن والوسطي ايمانويل ماكرون بخطورة هذين الرجلين، ونشرت صورهما، حسب معلومات حصلت عليها وكالة فرانس برس لدى المرشحين.
وافادت مصادر في حزب "الجمهوريون" اليميني ان وزارة الداخلية "عززت الامن في مونبولييه" حيث عقد فيون لقاء الجمعة فيما سرت مخاوف بشأن تجمع آخر له في نيس. وصرح وزير الداخلية ماتياس فيكل بعد توقيف الرجلين "المعروفين بتشددهما" لدى السلطات ان "التهديد الارهابي أقوى من أي وقت". أضاف فيكل ان أن الموقوفين كانا يخططان لاعتداء "مؤكد" في الايام الآتية.
وأكد الوزير "بذل كل الجهود لضمان امن هذا الموعد الكبير" اي الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 ابريل للدورة الاولى و7 مايو للدورة الثانية. وسينشر أكثر من 50 الف شرطي وجندي لضمان الامن اثناء الاستحقاق الذي يبدو صعبًا في الدورة الاولى بين اربعة مرشحين من اليمين المتطرف واليمين والوسط واليسار المتطرف.
غير مسبوق
بعد صدور اتهامات بشأن وظائف وهمية بحق فيون وكذلك لوبن، وبروز الشاب "التقدمي" الخارج عن اصطفافات اليسار او اليمين ايمانويل ماكرون، وكاريزما الخطيب المفوه لليسار المتشدد ميلانشون يبدو الناخبون الفرنسيون مرتبكين فيما اكد حوالى 30% منهم عجزهم عن الاختيار. وفي الايام الاخيرة تقلصت الفوارق بين المرشحين.
وكتبت صحيفة ليبراسيون الثلاثاء "أحجية بأربعة رؤوس" في اختصار لوضع "غير مسبوق ولا يعقل" في البلد بعد حملة تخللتها مفاجآت. وقال فريديريك دابي من معهد ايفوب للاستطلاعات "في جميع الانتخابات الرئاسية السابقة تقريبا اتضحت تركيبة الدورة الثانية اعتبارا من فبراير او مارس". اضاف "لكن المواجهة بأربعة لاعبين تقاربت نتائجهم كثيرا بين 19 و23% أمر غير مسبوق".
وسط هذه الاجواء يضاعف المرشحون الجهود لاقناع الناخبين المترددين وكذلك الذين قد يمتنعون عن التصويت. اضاف دابي ان "العنصر الأهم هو سلوك الممتنعين عن التصويت" الذين يفوق عددهم حاليا ما بلغه في اي استحقاق سابق. واضاف ان هؤلاء شكلوا "20% في 2012، و18% في 2007 وباتوا حاليا نحو 30%".
الثلاثاء اجرى ماكرون جولة في اروقة سوق الجملة في رونجي جنوب باريس غداة تجمع شارك فيه 20 الف من مؤيديه في العاصمة، فيما توجه فيون "المقتنع بتأهله للدورة الثانية" الى شمال فرنسا. اما ميلانشون الذي قام بنزهة الاثنين على عبارة في منطقة باريس، فيستعد للمشاركة في لقاء سيتم نقله بالصورة التجسيمية (هولوغرام) بشكل متزامن في ست مدن. كذلك تتجه لوبن الاربعاء الى مدينة مرسيليا المتوسطية التي تعتبر احد معاقلها غداة تشديد نبرتها الاثنين ومطالبتها بـ"تعليق الهجرة القانونية".