: آخر تحديث

داريوس خُنجي لإيلاف: نصيحتي لشباب السينمائيين.. اصنعوا بصمتكم الخاصة

3
3
3

إيلاف من الدوحة: شهد ملتقى قمرة السينمائي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام في قطر زخمًا سينمائيًا كبيراً  يليق بالملتقى الذي أتمم هذا العام دورته الحادية عشرة. 

احتشد للمؤتمر نخبة من السينمائيين والنقاد ومحبي السينما في المنطقة العربية والعالم، في سلسلة من المحاضرات التي لا تكتفي بعرض المفاهيم النظرية للسينما؛ بل تغوص في جوهر الصناعة وتحدياتها، وتنظر للسينما نظرة احترام يتفق مع كونها مرآة الثقافة وحياة وذاكرة الشعوب. 

في واحدة من تلك الجلسات، أطل على الحضور داريوس خُنجي، مدير التصوير السينمائي الفرنسي ذو الأصول الإيرانية، الذي يُعدّ من أبرز روّاد الصورة الحيّة في زمننا، ومن أصحاب البصمة السينمائية المميزة الذين حوّلوا الكاميرا إلى أداة للتأمل والسؤال. 
ترشح خُنجي مرتين لجوائز الأوسكار المرشح مرتين لجائزة الأوسكار، ويعترف النقاد والسينمائيون له بنهجه الإبداعي الذي يتجاوز الجودة التقنية إلى ملامسة روح المشاهد. 
 
 
في الندوة التي أعدت خصيصًا للحديث عن تجربته السينمائية، شدد خُنجي على أهمية الإبداع في استخدام التقنيات السينمائية، داعياً إلى التجريب والعودة إلى الإنسان بوصفه جوهر الحكاية السينمائية، مقدما لجمهور ملتقى قمرة نافذة على تجربته الفريدة.
سألناه في  فاصلة عدة أسئلة كان أولها عن علاقته بالسينما العربية وإن كان من مشاهديها، فأبدى أسفه كونه لا يعرف عنها الكثير، يقول خُنجي لـ إيلاف: "شاهدت في الماضي بعض الأفلام من المغرب وتونس، لكن لا أتذكرها جيدًا. أتذكّر أنني التقطت صورًا لمخرج مغربي في مهرجان سينمائي بكان  سنة 1978، وكان رئيس لجنة التحكيم مصريًا-مغربيًا. وأتذكّر أيضًا اسم يوسف شاهين، الذي نسمع عنه كثيرًا في فرنسا، لكنه الوحيد الذي أعرفه".
 
سألناه أيضًا عن رأيه في استخدام الذكاء الصناعي الآن في السينما والذي يرى فيه سينمائيون تهديدًا في حين يرحب آخرون حد إقامة مهرجان للأفلام المصنوعة بالكامل باستخدام الذكاء الصناعي. 
أكد خُنجي أنه لا يستخدم الذكاء الصناعي في عمله، كما أنه لا يستخدم تقنيات التصوير ثلاثي الابعاد 3D، إلا أن هذا – على حد قوله- لا يعني أنه ضدها أو ضد استخدامها في صناعة السينما "لكنني ببساطة لا أشعر بالقرب منها. أعتقد أن على الناس أن يستخدموا الوسائل التي تناسبهم، ولكن بالنسبة لي، ما يهمني هو أن أصنع أفلامًا مع أشخاص حقيقيين. أحب التعاون، والنقاش، والبناء الجماعي للفكرة. الذكاء الاصطناعي قد يوفّر حلولاً، لكنه لا يمنحني الشعور ذاته".
 

سألناه تاليًا عمّا يحب في السينما، وإن كان يرى أن التكنولوجيا قد تسلبها بعض من سحرها أو قدرتها على التأثير. 
جاء رد داريوس بأنه يحب أن تجمعه السينما مع الناس "أحب المشاعر، والتجربة الجماعية، والحوار الذي يسبق كل مشهد. مع التكنولوجيا قد نفقد هذا التواصل الإنساني. لذلك أؤمن أن السرد، والخيال، والمخيلة، يجب أن تأتي أولاً، والتكنولوجيا تأتي لاحقًا لترجمة هذه العناصر إلى صورة على الشاشة".
وأخيرًا طلنا منه توجيه نصيحة لشباب المصورين السينمائيين المتطلعين إلى تقديم سينما عصرية تتمتع بالفرادة وأن يطوروا بصمتهم واسلوبهم الخاص. 
يقول داريوس إن كل إنسان بوسعه ان يكون استثنائيًا، ولكن "من الصعب أن أقدّم نصيحة محددة، لكن الأهم أن نتقبّل اختلافنا. على كل شخص أن يجد صوته الداخلي ويضعه على الشاشة. هذه أهم نصيحة أستطيع أن أقدّمها. أنا مصوّر، ولست مخرجًا، وهناك فرق. حتى عندما كنت صغيرًا، كنت أدرك أنني مختلف، نشأت في ضواحي باريس، وكنت أرغب أن أكون مثل الفرنسيين البارزين، لكنني أدركت لاحقًا أنني أختلف عنهم، وعندما قبلت هذا الاختلاف، بدأت أنجح".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه