: آخر تحديث
مصممة الأزياء المكسيكية وخبيرة قمرة

آنانا تيرازاس تؤكد على دور الأزياء في تقديم شخصيات أصلية

13
11
8

إيلاف من الدوحة: صرّحت خبيرة قمرة آنا تيرّازاس، مصممة الأزياء المكسيكية التي فازت بالعديد من جوائز بأنّ "الأزياء بمثابة بشرة ثانية للممثلين وتساعد في خلق شخصيات حقيقية".

تعاونت آنا تيرازاس مع مخرجين كبار مثل ألفونسو كوارون، أليخاندرو غونزاليز إينياريتو، وسام منديز الأمر الذي يؤكد على الدور المحوري الذي يؤديه مصممو الأزياء في صناعة السينما. وقالت: "نحن نقرأ السيناريو، ومن خلاله نبتكر الشخصيات ونساعد الممثلين على التحول إلى الدور".

وتطرقت خبيرة قمرة إلى رحلتها بدءاً من بلدة صغيرة قرب مكسيكو سيتي إلى أن أصبحت جزءاً من أبرز الأعمال السينمائية في المكسيك، ودعت صناع الأفلام الصاعدين إلى "البحث دائماً عن الأشياء التي تمهد الطريق لتقديم ما يسعون لتحقيقه في أفلامهم".

 بعد دراستها الفنون والتصميم في لندن، انتقلت تيرّازاس إلى نيويورك لدراسة تصميم الأزياء. ثم عادت إلى المكسيك ووجدت مدرباً ومشرفاً في عمل مسرحي. وقالت: "هناك اكتشفت عالم تصميم الأزياء، لقد علّمني كيفيّة بناء مشروع متكامل من البداية إلى النهاية، والعمل ضمن فريق".

تقول تيرازاس بأنّ تعاونها مع المخرج، ومدير التصوير، ومصمم الإنتاج، وكل فرد في طاقم العمل، أمر بالغ الأهمية من أجل "التحدث بلغة سينمائية واحدة، وتقديم ما هو متوقّع منّا بثقة واحتراف".

أحد أبرز محطات مسيرة تيرازاس كانت مشاركتها في مسلسل الدراما الأمريكي "الشارع الثاني" (عام 2017)، من تأليف ديفيد سايمون وجورج بيليكانوس، والذي تدور أحداثه في مدينة نيويورك خلال سبعينيات القرن الماضي، وقام ببطولته كل من جيمس فرانكو وماجي جيلنهال. وقالت في هذا الأمر: "قرأت النص ووقعت في حبه، فسافرت إلى لوس أنجلوس حاملة عرضًا تقديميًا غير تقليدي، واجتمعت مع المخرجين".

ما تلا ذلك كان بحثًا دقيقًا لإعادة خلق الحقبة الزمنية، لأن "مشاهدة فيلم تعني خلق الحياة الواقعية، ويجب عليك قضاء وقت طويل للتفكير في الألوان والأقمشة وكل جانب صغير من التفاصيل من أجل تقديم الشخصيات."

وشاركت تيرازاس أيضاً في أعمال سينمائية بارزة مثل فيلم "روما" (2018) الحائز على جائزة الأوسكار للمخرج ألفونسو كوارون، وفيلم "باردو: السجل الكاذب لحفنة من الحقائق" (2022) للمخرج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، وعملت أيضاً مع رودريغو برييتو على اقتباس رواية بيدرو بارامو للكاتب خوان رولفو في عام 2024. وقد تطلبت هذه الأعمال، نظراً لسعتها البصرية وعمقها الزمني، من تيرازاس إبراز قدرتها على إعادة ابتكار أزياء من حقب زمنية مضت، بالإضافة إلى دمج الواقعية مع الخيال.

وعن فيلم "روما" تحديداً، ذكرت تيرازاس بأنها بدلاً من الحصول على نص جاهز، تحدثت مع كوارون عن الفيلم لأكثر من خمس ساعات، وتحولت الملاحظات التي دونتها إلى مرجع رئيسي لجميع أفراد طاقم العمل. وقالت عن تصميم الأزياء للفيلم: "واحدة من أهم مراحل عملنا هي البحث. عليك أن تغوص بعمق لتأتي بالأفكار. إنها عملية ضخمة". وأضافت أن التحدي كان مضاعفًا لأن كوارون صور الفيلم بالأبيض والأسود، مشيرة: "حدث شيء جميل، تعلمنا كيف نرى الألوان من خلال الأبيض والأسود".

وكان من الضروري لتيرازاس تصميم أزياء تعكس الطبقات الاجتماعية المختلفة التي تناولها الفيلم، معتمدة على استخدام الخامات والألوان والمواد المناسبة، وهو درس رئيسي انعكس لاحقًا على عملها في فيلم "باردو". واسترجعت عملها في تصميم أكثر من 45 سترة للشخصية الرئيسية سيلفيريو (الذي أدى دوره دانييل خيمينيز كاتشو)، وأجرت بحوثًا دقيقة وتعديلات في اللحظات الأخيرة لضمان أن كل شخصية ترتدي الزي المناسب بلونه الصحيح.

أما عملها على فيلم "بيدرو بارامو"، فقد اتخذ طابعاً فلسفياً خاصاً. قالت: "قرأت الرواية في المدرسة ولم أفهم منها شيئاً، لكن عندما أعدت قراءتها لاحقًا، أدركت أنها تتحدث عن ثقافتنا، عن هويتنا، وعن الحياة والموت". وكان عليها أن ترسم رحلة تمتد لأكثر من مئة عام من خلال الأزياء، وكان التحدي يتمثل في "ابتكار لوحات لونية تساعدنا على رواية ما يحدث للشخصيات".

وقدمت تيرازاس نصيحة لصناع الأفلام الصاعدين، قائلة: "الأفلام لا يصنعها شخص واحد. أهم شيء هو تكوين فريق قوي، لأنك ستعيش مع هذا الفريق لفترة طويلة. يجب أن تختار رؤساء أقسام قادرين على ترجمة ما يدور في رأسك إلى واقع ملموس".

كما تطرقت إلى الجانب الروحي في عملها، موضحة: "أنا مدمنة على القراءة، ومن هناك تستلهم مخيلتي. عندما أقرأ سيناريو، لا أتصور فقط ما سترتديه الشخصيات، بل أبحث عن صور تعبر عن المزاج العام للعمل، إنها عملية لا تنتهي أبدًا".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه