إيلاف من الرباط: أصدر الوزير والسفير المغربي السابق محمد سعد العلمي،أخيرا،مجموعة قصصية بعنوان"الحلم في بطن الحوت"، وذلك عن دار الأمان في الرباط.
وقدم الناقد نجيب العوفي للمجموعة القصصية للعلمي، تحدث فيها عن المسار الإبداعي لهذا الأخير، قبل أن يتوسع في استعراض سياق كتابتها وما تحركه مضامينها من هموم رافقت مراحل من التاريخ المعاصر بالبلد.
بين السياسة والأدب
مما كتب العوفي: "تعرفنا على اسم محمد سعد العلمي منذ أواخر الستينيات وطلائع السبعينيات من القرن الماضي ، كاتبا مبدعا وإعلاميا لامعا على أعمدة جريدة "العلم" العريقة ورئيسا لتحرير مجلة "الهدف " الهادفة ، ومناضلا فاعلا في صفوف حزب الاستقلال في زمن ساخن الإيقاع، كانت فيه درجة حرارة الأحزاب السياسية في عنفوانها".
غلاف "الحلم في بطن الحوت"
وعلى ضفة الإبداع والإعلام، يضيف العوفي، تربصت بالعلمي السياسة و"اختطفته من الأدب فانغمر بكليته في معمعانها".
واستدرك العوفي قائلا : "لكن هذا الإكراه القسري لم يصرم هواه مع الأدب ولم يفقد شوقه وحنينه إليه. إذ يبدو أن هاجس الأديب الساكن في جوانح وذاكرة الرجل، قد عاوده على حين بغتة بعد تطواف طويل في سواحل السياسة".
وأضاف العوفي أن مبادرة العلمي لنشر أو إعادة نشر "هذه التراجيع القصصة"، لعلها "آية على هذا الحنين النوستالجيا الدفين ".
وتساءل العوفي: "ترى ما هي هموم وأسئلة هذه الإضمامة من التراجيع القصصية؟"، قبل أن يقول: "إنها هموم وأسئلة المرحلة الساخنة – الملغومة التي عاشها وعاينها الكاتب في شرخ اليفاع والوهج، مرحلة السبعينيات والثمانينيات فصعدا مع الأيام".
سيرة غنية
العلمي، هو من مواليد 10 أبريل 1948 بمدينة شفشاون (شمال المغرب). حصل على الإجازة في الحقوق (شعبة القانون العام) من كلية الحقوق بالرباط (1967)، وعلى الدبلوم العالي في الصحافة من المعهد القومي للصحافة بالقاهرة (1969)، وعلى شهادة الدراسات العليا في علم السياسة من كلية الحقوق بالرباط (1976)، وعلى شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية من كلية الحقوق بالرباط (1978).
واضطلع العلمي، منذ شبابه الباكر، بعدة مهام قيادية في منظمات الشباب، وخاصة في الشبيبة المدرسية والشبيبة الاستقلالية والاتحاد العام لطلبة المغرب. وانتخب في المؤتمر الثامن لحزب الاستقلال (1967) عضوا بالمجلس الوطني للحزب، وانتخب بعد ذلك عضوا باللجنة المركزية (1970)، ومنذ المؤتمر العاشر (1978)، تم انتخابه عضوا باللجنة التنفيذية، وهي أعلى هيئة قيادية في الحزب، وجدد هذا الانتخاب في المؤتمرات الموالية. كما عمل إلى جانب الزعيم علال الفاسي مضطلعا بمهمة كتابته الخاصة ابتداء من سنة 1969 إلى سنة 1974.
مارس العلمي الكتابة والصحافة منذ أواخر الستينيات. وقد أسس وترأس تحرير مجلة "الهدف" سنة 1970. وهو عضو اتحاد كتاب المغرب. كما أنه من المؤسسين للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1972، ونائب أمينها العام (1972 - 1980)، وأمينها العام بعد ذلك (1980 - 1986). وهو من المؤسسين لجمعية الحقوقيين المغاربة سنة 1973. كما شارك مع المتطوعين في المسيرة الخضراء (1975). وهو عضو بالبرلمان المغربي خلال الفترة من 1977 إلى 2009. وانتخب رئيسا للجنة الشؤون الاجتماعية بمجلس النواب في أكتوبر1977، وجدد انتخابه للقيام بهذه المهمة خمس سنوات متوالية إلى 1982. كما انتخب بعد ذلك نائبا لرئيس مجلس النواب في السنة التشريعية 1982 – 1983، وجدد انتخابه لنفس هذه المهمة الأخيرة على امتداد الولايتين التشريعيتين 1984 – 1992، و1993 – 1997. ومان نائبا لرئيس مجلس الاتحاد البرلماني العربي في دورات متوالية،خلال الفترة ما بين 1984 – 1992، ونائب رئيس الهيئة الاتحادية للاتحاد العربي الإفريقي بين المملكة المغربية والجماهيرية الليبية 1985 – 1986. فضلا عن رئاسته في فترات للمجلس البلدي لمدينة شفشاون، وللمجلس الإقليمي لإقليم شفشاون، وللمجلس الجهوي لجهة طنجة- تطوان، وللجمعية المغربية للمستشارين الجماعيين.
كما شارك في العشرات من المؤتمرات والمناظرات والملتقيات الوطنية والدولية، وترأس العديد من الوفود البرلمانية والسياسية إلى الخارج.
وفي 7 نوفمبر 2002، عين العلمي وزيرا مكلفا العلاقات مع البرلمان في حكومة إدريس جطو، وتم تجديد تعيينه في 15 أكتوبر2007 للاضطلاع بنفس المهمة في حكومة عباس الفاسي. وفي 5 يناير 2010 عُين وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول مكلفا تحديث القطاعات العامة، كما عين في 04 يناير 2010 وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول، مكلفا تحديث القطاعات العامة. وما بين 2013 و2016، تم تعينه سفيرا للمغرب لدى مصر .