: آخر تحديث

مكتب التشجير بأمانة الشرقية نحو بيئة مستدامة

2
2
2

في خطوة تعكس التزام أمانة المنطقة الشرقية بتعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة نحو مستقبل أخضر ومستدام، أصدر معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير قراراً بتأسيس مكتب التشجير ضمن هيكلة الأمانة، وتكليف المهندس سلطان الشتيوي مديراً للمكتب، إضافة إلى مهامه الحالية، ويأتي هذا القرار في إطار جهود الأمانة الرامية إلى توسيع الرقعة الخضراء، وتحقيق التكامل مع المبادرات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها مبادرة السعودية الخضراء، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- كواحدة من أهم المبادرات البيئية على مستوى العالم.

يعد تأسيس مكتب التشجير خطوة استراتيجية تهدف إلى توحيد الجهود وتكثيف العمل في مجال التشجير الحضري، وتطوير البرامج والخطط التي تسهم في رفع نسبة المساحات الخضراء في المدن والمحافظات التابعة لأمانة المنطقة الشرقية. وسيعمل المكتب على تنفيذ مشاريع نوعية تتعلق بتشجير الطرق والميادين العامة والواجهات البحرية، وزراعة النباتات المحلية المقاومة للجفاف، وتطبيق أفضل الممارسات في مجال الري المستدام.

يأتي قرار تأسيس مكتب التشجير في أمانة الشرقية متماشياً مع الأهداف الطموحة التي تتبناها مبادرة السعودية الخضراء، والتي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، ورفع نسبة المساحات المحمية إلى 30% من إجمالي مساحة المملكة، وخفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، وقد أصبحت المنطقة الشرقية من المناطق الحيوية المستهدفة ضمن هذه المبادرة، لما لها من أهمية اقتصادية وسكانية وجغرافية، مما يعزز من ضرورة تكثيف الجهود لدعم الأهداف الوطنية.

تكمن أهمية التشجير في مكافحة التصحر وتحسين جودة الحياة، فالتشجير يمثل أداة فعالة في مكافحة التصحر، وهو أحد أبرز التحديات البيئية التي تواجه المملكة والمنطقة العربية بشكل عام. فالتربة في المناطق الجافة وشبه الجافة تكون أكثر عرضة للتآكل وفقدان خصوبتها، ما يؤدي إلى تراجع الغطاء النباتي الطبيعي، وزيادة العواصف الترابية، وارتفاع درجات الحرارة، ومن خلال زراعة الأشجار والنباتات المحلية، يمكن تحسين خصائص التربة، وتعزيز التنوع البيولوجي، وخلق بيئات طبيعية جاذبة للطيور والحيوانات، كما تسهم الأشجار في تقليل تلوث الهواء، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتوفير الظل، ما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.

تشير الدراسات إلى أن المساحات الخضراء في المدن لها تأثير مباشر على الصحة النفسية والبدنية للسكان، من خلال تعزيز الشعور بالراحة، وتقليل التوتر، وتحفيز الأنشطة البدنية، وهو ما يتسق تماماً مع أحد أهداف برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.. وهذا القرار يُعد دليلاً على حرص أمانة المنطقة الشرقية على مواكبة الرؤى الوطنية الكبرى، وتحويلها إلى واقع ملموس يخدم الإنسان والمكان على حد سواء.

إن تأسيس مكتب التشجير في أمانة الشرقية لا يُعد مجرد قرار إداري، بل هو حجر أساس في مشروع بيئي طموح، يتطلب التعاون بين جميع الجهات الحكومية والمجتمعية، ليكون لكل فرد دور في بناء بيئة خضراء مستدامة، تليق بتطلعات المملكة، وتُسهم في رفاهية الأجيال القادمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد