: آخر تحديث

سلطان بن عادي المطيري.. فريق الأركان وركن الأمان

2
2
2

عبده الأسمري

ما بين ميادين «التدريب» ومضامين «القيادة» وعناوين «التكتيك» سجل مهماته كقائد عسكري ورسخ بصماته كخبير قيادي من عمق الميدان مرورا بعمليات «الحرب» ووصولاً الى وجاهة «الأركان» في منظومة شخصية وطنية التحفت سماء الوطن وتسلحت بسخاء التخطيط ووزعت عطاء الكفاءة.

برع في أداء المهمات وعاش بين الكتائب موجهاً ووسط المحافل وجيهاً ووقف أمام «سرايا» القوات قائداً تحفه «التحية العسكرية» ومضى بين «سجايا» السمات إنساناً رسخته «الذاكرة الوطنية» في مسيرة «شرفية» حصدها بالدراسة ووظفها بالخبرة وسطرها بالملحمة.

إنه قائد القوات البرية السعودية ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق معالي الفريق ركن سلطان بن عادي المطيري - رحمه الله- أحد أبرز القيادات العسكرية في الوطن.

بوجه تؤطره ملامح «الإنصات» وتسكنه مطامح «الإثبات» وتقاسيم يغلب عليها «الهدوء» المقترن بحكمة «السمت» وحنكة «الصمت» تتقاطع فيها صفات الدهاء والفطنة مع ابتسامة توزع إمضاءات «التواضع» وتعزز «إضاءات» التآلف ومحيا قويم عامر الحضور الزاهي والتواجد الباهي المتكامل على بزة «عسكرية» مكتظة بنياشين «الدورات» وأوسمة «المناورات» ورتبة مستحقة اعتلت كتفيه بتاج» يعكس «الخبرة» وسيفان»، يوظفان المسيرة ونجمة تمثل الإجادة، قضى المطيري من عمره عقودا وهو ينظم «الكتائب» ويوجه «السرايا» في خطط الحرب وجاهزية الاستعداد وسبل المناورة وآليات التجهيز وطرائق التسليح في شخصية جمعت هيبة «القائد» وطيبة» الموجه» وفضل «الخبير» ونبل «القدير» ووظفت «المقام» العسكري في صناعة «الانضباط» وسخرت «الإلتزام» الوظيفي في إنجاز» المهام» ليكون فارس «الميدان» ووجيه «الشأن» الذي أبقى اسمه ضياءً في سجلات الجيش وصيته إمضاءً في قطاعات الدفاع ورمزاً من رموز «القوات المسلحة» البارعين في سيرة «العلم» ومسيرة «العمل».

في «نجد العذية» العامرة بزف «القياديين» إلى محافل «المسؤولية» ولد المطيري عام 1939 وسط أسرة أشتهرت بالمكارم وتوسمت بالفضائل ووسط «عشيرة» توشحت «الصيت «القرين بقصص «البطولة» كقريناتها من عشائر «الوطن» الماكثة في «قلب» الذاكرة العصماء الموسومة بالمروءة والشهامة.

أطلقت عليه أسرته اسم «سلطان» كارتباط وطني عميق عامر بالتفاؤل باسم الأمير سلطان رحمه الله فارتبطت السماوة الأولى بالحفاوة المثلى واكتملت «الوقائع» بدراً من عمق «الأماني» إلى أفق «التفاني» في مراحل لاحقة تجللت بالوفاء وتكللت بالاستيفاء في مواطن الفخر ومحافل الشرف ومنصات التتويج.

ركض المطيري مع أقرانه بين «نخيل» الرياض الشامخ مراقباً «مشاهد» الصفوف العسكرية التي كانت تصطف في مراسم «الاحتفالات الملكية» وتتجلى في مواسم «المحافل الوطنية» ومضى يسجل «أحلامه»، ويهمس بها في أذن والده ويفضي بها على مسمع والدته بحبه للعمل العسكري ورغبته أن يكون ضابطاً يحمل «النجوم» على كتفيه ليسطع بها في سماء «النفع».

أتم المطيري تعليمه العام وحصل على شهادة الثانوية من المدرسة السعودية في المربع عام 1368هـ وظل طوال دراسته في سباق مع «دوافع» النفس وتسابق مع «منافع» التمنى في الالتحاق بالسلك العسكري حيث التحق بكلية الملك عبدالعزيز الحربية وتخرج منها برتبة ملازم عام 1958.

ولأنه مسكون بالعلا وجه قبلة» أمنياته» شطر التدريب وصقل موهبته وتنمية قدراته والتي كانت حديث معلميه في الكلية الذين لمسوا فيه «نبوغاً» باكراً و»إبداعاً» مبكراً وارتباطاً وثيقاً بالمواءمة ما بين الفكر العلمي والتطبيق العملي؛ حيث واصل الالتحاق بدورات متعددة في الداخل والخارج مع عمله «الدؤوب» في الميادين وغرف العمليات وبراعته في عدد من الفنون العسكرية وجمعه ما بين كفاءة التخطيط وبراعة التطبيق حيث التحق بكلية القيادة والأركان السعودية، وكلية القيادة والأركان في فورت ليفنوورث بالولايات المتحدة، وزمالة كلية الحرب الأمريكية، وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية.

تدرج المطيري في عدة مهام ميدانية وبدأ يصعد «سلالم» المناصب بروح المثابرة وقوة «العزيمة» ومخزون «الخبرة» حيث تولى إدارة الأمن العسكري بهيئة استخبارات وأمن القوات المسلحة في الفترة من (1979 -1986)، ثم تم تعيينه قائداً للواء الحادي عشر وقوة شرورة لمدة أربعة أعوام من (1986 -1990)، ونظراً لبراعته وكفاءته فقد تم تعيينه في قيادة مركز القيادة والتقدم لقيادة القوات المشتركة خلال أزمة الخليج (1990 -1991). وأسهم في تنظيم وإدارة العمليات في مسرح العمليات الشرقي وكانت له جهود مباركة ودؤوبة في تحرير دولة الكويت من العدوان الغاشم.

ثم تم تعيينه قائدًا للمنطقة الشرقية (1992 -1997)، ثم قائدًا للقوات البرية الملكية السعودية (1997 -2002)، وفي عام 2002 صدر الأمر الملكي بتعيينه نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة عام 2002.

وفي عام 2007 تمت إحالته إلى التقاعد بعد سنوات من العطاء والسخاء في أعماله ومهماته سجل فيها «الإنجازات» التي اقترنت باسمه وقيادته وتميزه على المستوى العملي والشخصي وفق شواهد «ناطقة» ومشاهد «سامقة» اعتلت منصات «الأثر» في كل المحطات التي مر بها على مر عقود.

حصل المطيري على عدة أوسمة، ومنها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، وظل المطيري بعد التقاعد حاضراً في المناسبات موجهاً فاضلاً ووجهاً للاقتداء نظير خبرته وكفاءته التي شهد بها كل من عرفه.

أسهم المطيري طوال خدمته العسكرية التي تجاوزت الأربعين عاماً في تطوير القوات المسلحة وقام بجهود متميزة في إعداد الخطط وتعزيز كفاءة «القطاعات» التي عمل بها وفق فكر استراتيجي ورؤية ثاقبة وتميز ميداني وامتياز قيادي.

انتقل الفريق المطيري الى رحمة الله في العاشر من شهر أغسطس للعام 2025 وتناقلت وسائل الإعلام الخبر واصفة الراحل بالقائد المتميز صاحب المنجزات الخالدة على صفحات الوطن وفي تاريخ القوات المسلحة السعودية، ونعاه الكثير من رفقاء دربه وزملائه والعاملين معه لحقب مختلفة من الزمن واستعرضت وسائل التواصل الاجتماعي مآثر الفقيد على المستوى العسكري، والتي تمثلت في تميزه وانضباطه وتوجيهاته وحرصه على الانضباط والتخطيط والجودة في الأداء ومناقبه التي اتسمت بلطف المعشر ونبل التعامل وحسن الخلق والسمعة المباركة التي عكست أخلاقه وإنسانيته.

سطع اسم المطيري بإشعاع على خارطة العمل وفي متن «التأثير» من خلال سيرة عريضة مقامها «العلا» وقوامها «المعالي» في متون الكفاح والنجاح وحصد ثمار «العرفان» المستحق ونيل «مقدار» الأمتنان الحقيق الذي اقترن بسيرته ومسيرته المليئة بأوسمة «النماء» وتيجان «الانتماء» وأحقية «الإحتفاء».

الفريق سلطان بن عادي المطيري.. فريق الأركان وصانع «الفارق» في الأداء الوظيفي والتوجيه العسكري والعطاء الوطني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد