: آخر تحديث

ناصر بن جريد.. الشاعر العتيد

2
2
2

عبده الأسمري

ناصر «الشعر» وانتصر للشعور.. وتجرد من «شهرة» الذات بمسيرة «الإثبات» مشعلاً «الأضواء» في قلوب «الشاهدين» في آفاق السمع والبصر ليكون اسماً متفقاً عليه في «مشاهد» الرقي و»شواهد» الارتقاء.

مضى يوزع «عبير» الذائقة في «سكة التائهين» حتى وجد الإجابة عن «من يعرف السيرة «؟.. باحثاً في «الليل أبو الأسرار» عن سر «قصة غياب الشمس» بنصوص مثلت «مراسي» انطلقت منها «رحلة شعرية» حملت لواء الفن لتصل الى «مرافئ» مرحلة شعورية تعمقت في عمق الوجدان وترسخت في حيز «التاريخ»..

ما بين المراسم والمواسم بنى صرح «الجدارة» على أسس من «اليقين» كاتبا جملته الأسمية من مبتدأ «القلم» وخبر «المعنى» ليمضي حاملاً راية «السمعة» البيضاء و»السيرة» العصماء التي وشمت ذاكرة «الوطن» بطيب الذكر وحسن الاستذكار.

أنه الشاعر والكاتب الأستاذ ناصر بن جريد - رحمه الله- أحد أبرز رواد الشعر «الغنائي» ووجه بارز من وجوه «الوطن» في التاريخ الرياضي والشأن الثقافي.

بوجه «نجدي» ندي ذي سحنة حنطية تبرز وسطها سمات «الإنصات» وصفات «الثبات» مع تقاسيم مألوفة تتجلى منها «ابتسامة» الرضا وعينان واسعتان تسطعان بلمحات «الفطنة» وأناقة وطنية عامرة بالحضور «الأنيق» في ميادين «المراسم» وغامرة بالتواجد «الجميل» في مضامين «الوصال» وصوت مزيج من لهجة «نجدية» جائلة في أوساط «المجالس» والمناسبات ولغة «ندية» ثابتة في منصات «العمل» والفعاليات مسكونة بعبارات فصحى مكتظة بأصول «البروتوكول» وفصول «الإتيكيت» وقريحة شعرية فاضت ببوح «خالد» في سماء الأغنية وسط اتجاهات «الصفاء» والانتماء ونقاء ذاتي ارتبط ببياض قلبه ونقاء داخله ومخزون «ثقافي» نابع من خبرات السنين ومكنون شاعري ساطع من ومضات الحنين قضى الجريد من عمره «عقود» وهو يؤسس الهوية الشاعرية للفن السعودي بقصائد «منفردة» تجلت عبر «الأزمنة» كملامح واضحة وملاحم راسخة تشكلت كالطود أمام مرأى «التذكر» ومضى يرسم «سيرته» شعراً وشعوراً واعتباراً وتقديراً في قلب «الوطن» كشاعر «أصيل» وقيادي «حكيم» ورياضي «نبيل» وإعلامي «قدير» وأديب «مكين» رسخ اسمه في سجلات «البارزين» وترك صيته في مقامات «المبدعين».

ما بين مكة المكرمة والطائف والرياض ولد ونشأ وترعرع وكبر وسط «سياق» زمني فرضته تنقلات «الأسرة» وحددته اتجاهات «المعيشة» وكانت ولادته بمثابة «الفرحة» المديدة التي مدت ظلالها على مشاعر عائلته «النجدية» الشهيرة بالمكارم والمشهورة بالفضائل وخضع طفلاً لمنهجيات «فاخرة» من النصح والتوجيه اعتمرت داخلة فكبر وفي قلبه موجبات «النبل» وعزائم «الفضل» مولياً قبلة «أمنياته» شطر المحاسن في السلوك والمسلك.

ركض صغيراً مع أقرانه وتشربت روحه رياحين الطهر على ثرى مكة الطاهر وامتلأ قلبه بومضات «السكينة» وسكنات «الطمأنينة» في أم القرى وما حولها وغمرت داخله نسمات «الصيف» بين حقول الهدا ومزارع الشفاء وتعتقت نفسه بنسائم «نجد العذبة» في مساءات «الشتاء» واكتملت اتجاهات «الأماكن» بدراً في محطات عمره وظل يكتب في كشكوله «الملون» ذكريات الصغر وتواقيع «الحماس» التي تشكلت كالضياء في «فضاءات «الزمن.

امتطى «الطفل النابه» ناصر صهوة «الكتابة» باكراً وظل يقرأ في «أمهات الكتب» عن شعراء نجد والحجاز والعالم العربي ومضى يلاحق بعد نظره في قياس «مسافات» الوفاء بين الأبيات والشعور مروراً بمسارات «الاستيفاء» بين الأعماق والآفاق.

أنصت ابن جريد إلى تلك «الألحان» الفنية التي تشكلت في أفق «الذاكرة» المشرقة وظل يبحث عن ضالته القادمة في نظم «الشعر النبطي» الذي راهن على مقامه رغماً عن «شيوع» الفصيح وظل يقدم «الأبيات» مهراً ويسكب «الحبر» جبراً على صفحات «العبر» ويرتب مواعيد «الإلهام الشعري» على أسوار «التأليف» في جدارة مستحقة تجللت بالتفاني وتكللت بالمعاني.

درس الجريد وأتم تعليمه في عدة مدارس، وارتهن الى موهبة» الشعر» الباكرة التي استعمرت وجدانه وفي مطلع شبابه ظل يراقب عن كثب المشهد «العتيق» للحالة الشعرية الفنية وتعمق في مواءمة الكلمة مع اللحن والأداء مع الشجن واستمر يتأمل «المشهد العام» من حيث الأسماء والمسميات ومن عمق «الأمنيات» حتى أفق «الواقع» فقرر أن يعيد تشكيل الصياغة «التقليدية» للأغنية بإضافة بريق «الروح» للفن من خلال «الشعر» فبدأ يلتقي بالفنانين مثل محمد عبده وطلال مداح والملحنين مثل سامي إحسان وسراج عمر ومحمد شفيق وطارق عبدالحكيم وعمل على مد جسور «الصداقة» وتأصيل عناوين «التطوير» وكتابة معالم «القصيدة» بمداد «التفوق» حتى تغنى بقصائده العديد من الفنانين السعوديين.

عمل بن جريد في نادي الهلال منذ عام 1379هـ، وفي أمانه مجلس الوزراء ثم تعين مديرًا للعلاقات والمراسم في إمارة الرياض.

قدم بن جريد الكثير من «العطاءات» على المستوى الأدبي حيث أسهم في تغيير «الصورة السائدة» عن الأغنية السعودية ونقلها من قالب التكرار الى قالب «التجديد» ومضى يوزع «رحيق» الشعر في «فضاءات» من التطوير.

وضع بن جريد منهجية» فاخرة» من التطوير في قطاع «المراسم» بإمارة الرياض حيث توشحت بالبهاء والزهاء في متون «البروتوكول» وشؤون «الاستقبال» واتجاهات «الضيافة» من خلال فكره «الراقي» ووقوفه على أدق «تفاصيل» العمل ووجوده كمصدر «توجيه» فريد مرتبط بإنسانية عميقة ومهنية متعمقة.

انتقل ناصر بن جريد الى رحمة الله يوم 13 نوفمبر من العام 2025 ووري جثمانه ثرى «الرياض» التي طالما ملأ أرجاها بصوت «الشعر» وصدى «المسؤولية» ومدى «الصيت «. ونعته وسائل الإعلام ووسائط التواصل واكتظت منصات التقنية برسائل العزاء وعبارات النعي المقترنة بصفاته والمقرونة بسماته والتي تشاركت في الإرث الكبير والموروث المتميز للراحل وإسهاماته في اتجاهات الأدب والثقافة والوطنية الصادقة.

ترك بن جريد قصائده محفورة في «وجدان» الأجيال وسط «منظومة» شعرية تجاوزت حدود «الزمان» واجتازت أسوار «التوقع» حتى ملأت «فراغات» التساؤل بإجابات واضحة في رداء فضفاض مطرز الإبداع.

ناصر بن جريد.. الشاعر العتيد صاحب الإضاءات الساطعة بالشعر والإمضاءات النابعة بالأدب والبصمات الراسخة بالمهنية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد