: آخر تحديث

عام التفاؤل العربي

3
3
3

ها هو عامنا قد اقترب من أيامه الأخيرة.. ويا له من عام سار دون تمهل أو روية.. أسعدنا كسعوديين بحجم الإنجازات المحققة والاستقرار والرقي المستمر.. كذلك هو عام حصد وأوجع كثيراً من العرب، وأكثر من الأنين والشكوى لمن ينتمون له، ولن نبالغ إن قلنا انه عام يستحق اللطم على ما آلت إليه بعض بلدان عربية وهي تعيش الفوضى السياسية، وقسوة الزمن من جراء عدو من بين أهلها أغراه الغريب وبات متسلطاً همه إرضاء هذا الغريب.

نودع عاماً متلاطماً من تاريخنا ومن نهاية لسنين أعمارنا القصيرة، لكن ما الذي يحدث لنا؟ فحين كل مرة يقترب عامنا من نهايته يأتي ذكر العرب يداهمنا الحزن وتتلعثم العبارات ومن بعدها نبدأ بحسابات الربح والخسارة.. هل لأن هذه النهايات تثير في دواخلنا كثيراً من الشجن والترحم على حال بعض العرب التعيسة؟ أم أنها فقط تريد أن تذكّرنا أن جزءاً من الوجع قد انصرم وبلا رجعة، ويا ويل ما تبقى منها، لكن.. حسبنا أننا ندرك أنها أشجان يمتزج فيها الماضي بالحاضر والمستقبل، ويبقى الألم العربي هو الرابط فيما بينها.

وإن كنّا نحمد الله ونشكره على الحال الأفضل لسوريا بعد طرد النظام البائد مما أفضى إلى تحسن ورقي للبلاد والعباد.. ها هو لبنان حتى وإن تحسنت كثير من أموره مازال يعاني من انقسام وفوضى تقودها التبعية للآخرين.. والعراق استمر متمزقاً وأيامه حبلى بالمليشيات المستترة التي تدين بالولاء لغير بلادها، وغير بعيد عنهم إسرائيل التي أحرقت الأرض بمن عليها، توافق على السلام ثم تنقض مواثيقه وبينهما لا يهمها أن مدينة فلسطينية قد خُسف بأهلها، المهم أن تكون صاحبة القرار، ولا بأس أن يكون التهديد مستمرا!!

وبين السودان واليمن حال القريب والغريب.. والمسكين من يقع بينهما مؤامرات ومذابح وانتماءات أفضت إلى قتل البشر، والأمر أخطر وأشد وبما جعله أقسى من أن يوصف.

المهم في القول إن أحداثنا العربية الدامية التي باتت تتوالى عاماً بعد أخر لن تمنع عنّا التفاؤل أن دورة العنف والترهيب ستنتهي في هذه الدول، بعد أن أحيت المملكة العربية السعودية كل عناوين التفاؤل حين استطاعت أن تنزع معظم جذور الشقاق العربي، وفق ما عمله قائد السلام والتنمية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما وضع ملفي سوريا والسودان على المحك عالمياً وجعل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبلاده مشاركين فاعلين في دعم وتنمية السلام في هذين البلدين وفق رسالة سعودية عظيمة لتلك البلدان أن لا خلاص إلا بعمل جماعي يتلاقى فيه على المحبة كل منتمين للبلد على شأن واحد وعنوان واحد هو مصلحة البلاد والعباد، وأن علينا أن نكون أصحاب تطلع أكبر ملؤه التفاؤل، ولنا أن نتذكر أن عجلة الزمن مازالت تدور، ولا بد لليل أن ينجلي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد