: آخر تحديث

اتفاقيات استثنائية في زيارة استثنائية

2
2
1

خالد بن حمد المالك

الاستقبال الضخم، والمهيب، وغير العادي، والأجواء التي صاحبت زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لأمريكا، والمتابعة الاستثنائية للزيارة من وسائل الإعلام العالمية، تعكس هذه الحفاوة من الرئيس الأمريكي تقدير الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة ولولي عهدها، واحترامها للعلاقات التاريخية التي تربط بين الدولتين.

* *

سمو الأمير محمد بن سلمان يتطلع في هذه الزيارة أن يحقق دعماً أكبر للعلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن من خلال الاتفاقيات التي سيتم إبرامها بين الجانبين، بما يجعل الشراكة أكبر مما هي عليه الآن، خاصة وأن من ضمن هذه الاتفاقيات التي سيتم التوقيع بالموافقة عليها، اتفاقيات دفاعية واستثمارية واقتصادية.

* *

وتترجم حفاوة الاحتفاء والاستقبال والضيافة الاستثنائية للأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، المستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، والتناغم الكبير في الأفكار والتوجهات بين الرئيس الأمريكي وولي عهد المملكة، والرغبة الصادقة لديهما معاً في المضي بشكل أسرع في تطويرها.

* *

وما قاله الرئيس الأمريكي للصحفيين من أن اللقاء الذي سوف يجمعه بولي العهد يعده أكبر من مجرد اجتماع روتيني، إنه -كما يراه الرئيس- تكريم للمملكة العربية السعودية، على دورها الكبير في استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن هناك اتفاقيات اقتصادية ودفاعية ستكون ضمن ما سيتم التوقيع عليه من اتفاقيات أخرى، وصولاً إلى رغبة الجانبين في توسيع نطاق التعاون.

* *

ولا يُستبعد أن يكون على جدول الأعمال موضوع الاستقرار في الشرق الأوسط، والوضع في قطاع غزة، وتعثّر تطبيق المرحلة الثانية من خطة ترمب للسلام، والحرب في السودان وغير ذلك، مما يقلق قيادتي البلدين، وتحرصان على معالجتها، وفتح المجال السلمي لإيجاد حلول لها.

* *

وكل التسريبات عبر وسائل الإعلام، تتحدث عن مؤتمر كبير للاستثمار سوف يحضره سمو ولي العهد، والرئيس الأمريكي، وتشارك فيه الشركات الأمريكية الكبرى، ورجال المال والأعمال الأمريكيين، وضمن من سوف يشارك في مؤتمر الاستثمار السعودي الأمريكي شركات التكنولوجيا، وول استريت، ووادي السيليكون وغيرها.

* *

ويمكن اختصار ووصف أهمية زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية بما كان قد قاله الرئيس ترمب أثناء زيارته السابقة للرياض من أنه لا يوجد بين حلفاء أمريكا في جميع دول العالم من هو أقوى من ولي العهد السعودي، وهذا يظهر حجم الأهمية التي تتمتع بها المملكة، ويتمتع بها محمد بن سلمان، والتقدير العالي لسموه من أكبر رؤساء دول العالم.

* *

وما يمكن قوله عن هذه الزيارة أن صوت المملكة سيصل عالياً في أمريكا والعالم، وأن نتائج الزيارة ستمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين دولتينا، وأن المملكة كما هي أمريكا شريكان في تجربتهما التاريخية طويلة المدى في العلاقات الناجحة، وأنها بتاريخها مشجعة لاستثمار الزيارة الأميرية في زيادة سعتها، وتنوعها، وجعلها مواكبة للمرحلة الحالية بعد ثمانين عاماً من الشراكات والتفاهمات الموثوقة.

* *

إن دور المملكة اقتصادياً وسياسياً، ومكانتها الإقليمية والدولية، وتميز علاقاتها بالاعتدال مع جميع الدول، ومكانتها الدينية، تجعل منها قوةً بتأثيرها في الأحداث الدولية، وهدفاً لبناء أوسع العلاقات معها، كما تفعل أمريكا التي تخطب ود المملكة، وتبدي احترامها للمملكة وولي عهدها في زيارته لها.

* *

يسبق زيارة الأمير سجل تاريخي ناصع للعلاقات بين المملكة وأمريكا، والتزام من الجانبين بكل ما كان موضع تفاهم واتفاق، كما هو سجل ولي العهد، الذي حقق في فترة زمنية قصيرة محلياً وإقليمياً من الإنجازات ما كان موضع تقدير واحترام، ومشجعاً لدى الدول لإبداء رغباتها في التعاون مع سموه.

* *

وإلى أن يتم الإعلان عن نتائج الزيارة، من الحكومة، ومع شركات القطاع الخاص، ويكون في متناول الجميع التصريح لا التلميح، سيكون كل منا على موعد مع انتظار النتائج التي ستكون استثنائية، مثلما هي الزيارة استثنائية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد