: آخر تحديث

فلسفة تعليمية

2
2
2

سارة النومس

من الصور المضحكة والمتكررة في المجتمعات العربية، غضب الوالدين من أبنائهم بسبب درجاتهم، فهم لا يقبلون بأقل من 95 في المئة. الجنون هو أن الأم أو الأب قد حصلا على السبعين أو أقل عندما كانا في عمر الأبناء، فلماذا التشديد والضغط؟!

هناك مفهوم ضعيف تداولته البشرية لعشرات السنين، وهي أن ورقة الامتحان ومدة الامتحان (نحو ساعة إلى ساعتين) هي التي تحدد ذكاء الإنسان: متفوق، أو متوسط، أو ضعيف، وأن عليهم أن يجتهدوا لشهور، وعلى عقلهم أن يستوعب ويحفظ المعلومات قدر الإمكان، (فقط) إلى وقت الامتحان ولا يهم في ما بعد.

من الضروري أن يكون الوالدان مثقفين، ليس شرطاً أن يكونا أصحاب شهادات... فكثير من أصحاب الشهادات أبناؤهم دون المستوى في التعليم، بعكس المثقف الذي يحرص على نقل ثقافته ونظرته للأمور وتأثيرها على أبنائه.

في كل عام دراسي جديد يجب أن يكرس الأبوان وقتهما في شرح قيمة التعليم والهدف منه بدلاً من النصح بجمع الدرجات... يجب أن يستوعب الطالب لماذا يدرس الرياضيات، والعلوم، واللغة العربية والإنكليزية. على الأبوين أن يشرحا لابنهما أن قيمته الحقيقية هي التي يرى بها نفسه، لا ما تراه ورقة الامتحان، وأن العقل من الطبيعي أن ينسى المعلومات، ولكن لا أن يجعل النسيان عذراً لأمور حياته.

لقد كانت المعلمة توبخنا بالمسطرة إذا كان العذر (نسيت) حتى لو كنا صادقين، عندما كبرنا قيل لنا إن النسيان نعمة. استخدموا الذكاء الاصطناعي في البحث عن القيم الحياتية للمواد الدراسية وكيفية شرحها ببساطة للطفل.

على الطالب أن يعي أن ما يقوم به اليوم هو ممارسة حق من حقوقه في التعلم، وكون التعليم مجانياً لا يعني أن نأكل ونترك الأطباق من دون أن نغسلها بأنفسنا.

المقابل، هناك واجب يجب أن يدفعه الطالب، فدورة الحياة تحتاجه عندما يكبر ويربي أجيالاً جديدة من بعده، وخدمة المجتمع واجب من واجبات المواطن.

يجب محاربة ظواهر الجهل، كتقطيع الكتب آخر السنة الدراسية، ولعن المادة العلمية، والبحث عن أعذار يكررها الأبوان مثل: المنهج صعب، المعلمون مهملون، الإدارة ضعيفة... وغيرها.

متى ما أدرك الطفل أنه في موقف المسؤولية وعليه إنجازها ستتغير الصورة النمطية السلبية للتعليم في عقل الطفل، وسينظر للعلم من زاوية أكثر نضجاً واقتناعاً.

ابذلوا جهداً أكبر كي يتفــوق ابنكـــم في حياته كلها وليس فقط داخل أسوار المدرسـة ولفتــرة بسيطــة محددة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد