خالد بن حمد المالك
رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو غارق إلى أذنيه بدماء الأبرياء في قطاع غزة، فقد قتل عشرات الآلاف منهم، ويخاطب القتلة من جيشه بسؤال من مجرم محترف، وهل من مزيد، ليأتي الرد لن ينجو أحد يمنع الجيش من احتلال القطاع والسيطرة عليه.
* *
عامان مضيا، وهناك قتل ممنهج، وحرب إبادة ضد شعب فلسطين، وإدانة جنائية لهذا الوحش على ما ارتكبه وأعضاء حكومته العنصرية المتطرفة، وجيشه المدجج بالسلاح الأمريكي من جرائم يشيب لها شعر الرؤوس، وتدمع لمشاهدها العيون.
* *
هذا المجرم لا يخاف من عقاب، ومن محاكم عن مجازره، ولا يلقي بالاً لمساءلة، محمياً من أمريكا، ومن موقف مهادن من أكثر دول العالم ليفعل ما يشاء في شعب أعزل، يُحرم من حقوقه المشروعة، ويمنع من المطالبة بها، ويكتفي العالم بالتنديد الكلامي الذي لا أثر له في ردع هذا العدوان.
* *
هناك اتفاق دولي على حق الفلسطينيين بدولة ديمقراطية، بحدود آمنة، وقابلة للحياة، على أراضي ما قبل حرب 1967م، ولكن العدو الإسرائيلي لا يكتفي بالإبقاء على احتلاله لها، وإنما بدأ مشروعه لضمها ضمن إسرائيل الكبرى، دون أن يكون لمجلس الأمن قدرة على منعه من تشريد السكان.
* *
وهذا الجزار يكرر ظهوره في وسائل الإعلام يومياً للتأكيد على مطامعه بالأراضي الفلسطينية، وأنه ماض في تحقيق هدف إسرائيل باحتلال قطاع غزة، دفاعاً عن النفس، ومعاضداً من أمريكا، ولا من أحد لديه الاستعداد لحماية المظلوم ضد الظالم، فالعدل والإنسانية، والوقوف مع الضعيف ليس لها مكان في ظل هيمنة القوي.
* *
وموازين القوى ميدانياً بين إسرائيل والفلسطينيين لا مجال لمقارنتها، فبينما يضم الإسرائيليون عشرات الآلاف من العسكريين في قواتهم المسلحة، مدججين بالأسلحة، بكل أنواعها ومستوياتها، ومخازنهم تفيض مما يزيد عن الحاجة، فيما أن الفلسطينيين المسلحين بأعدادهم المتواضعة يفتقرون حتى إلى السلاح الخفيف بالكمية التي يقاومون بها المعتدي المجرم.
* *
ومجلس الأمن يكتفي بإنكار جرائم إسرائيل، لأن سلطاته هُمشت بفعل الموقف الأمريكي، واستخدام واشنطن للفيتو مع كل مشروع قرار يدين العدو، بما في ذلك تعطيل استخدام البند السابع الذي يمنع إسرائيل من الاستمرار في قتل الفلسطينيين.
* *
وهذه الصور المحزنة التي نراها بين القتلى وبالعشرات يومياً، ومشاهد الأجساد الكثيرة التي تتضور جوعاً، والتدمير الممنهج، كلها تدين الضمير العالمي، وتُظهر صورة صادمة عن حجم وحشية القتلة، وحرب الإبادة، دون تحرك جاد من المجتمع الدولي لفك الحصار عن غزة لإدخال المؤن الغذائية، ووقف العدوان، ومنع الاجتياح لقطاع غزة، باتجاه احتلاله من إسرائيل.
* *
العالم أمام محرقة حقيقية ينفذها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني في غزة، نازيون محترفون يقومون بهذا العمل الإجرامي بقيادة نتنياهو، وكأنهم على موعد الآن لتثبيت وجودهم بقوة للبقاء دولة على ما تحتله من الأراضي الفلسطينية، رغم تقبل الفلسطينيين بخيار الدولتين على جزء من أراضيهم، مع بقاء إسرائيل دولة في الجزء الآخر، لكن إسرائيل خائفة ومرعوبة من المستقبل إذا ما سمحت بدولة فلسطينية تقام على الأراضي الفلسطينية، وفقاً للتعتيم، لهذا تعمل على التهجير القسري، وتحويل قطاع غزة إلى أرض غير صالحة للحياة.