: آخر تحديث
بعد جولة خارجية في "فرينج إدنبرة" و"أفينيون الفرنسي"

عرض "طوق" يلفت الأنظار في مهرجان المسرح التجريبي 

3
3
3

إيلاف من الرياض: يواصل العرض السعودي "طوق" حضوره اللافت في المحافل المسرحية الدولية والإقليمية، حيث قُدم أخيراً على مسرح الفلكي ضمن فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بعد جولة خارجية شملت "فرينج إدنبرة" العريق ومهرجان أفينيون الفرنسي، ليصبح واحداً من العروض القليلة التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في أكثر من ساحة مسرحية عالمية قبل أن تحط رحالها في القاهرة.

المسرحية التي كتبها أحمد آل بن حمضة وأخرجها فهد الدوسري، تقوم على رؤية تجريبية تسعى إلى إعادة تعريف علاقة المتلقي بالمسرح عبر لغة جسدية وتجريد بصري يتجاوز الحوار التقليدي، مكتفية بإشارات وعلامات رمزية تتيح للجمهور مساحة واسعة للتأمل وإعادة صياغة المعنى. وتدور فكرتها الأساسية حول الإنسان العالق في دائرة الروتين والقيود اليومية، حيث يظهر "الطوق" ليس كعنصر مادي بل كرمز يلاحق الفرد ويحد من حريته، في سردية تتقاطع مع أسئلة وجودية حول الحرية والذات والمعنى.

المخرج فهد الدوسري عبّر في تصريحات خاصة خلال مشاركته بالقاهرة عن اعتزازه بما حققه العرض من حضور على الساحة الدولية، مؤكداً أن "طوق" مثّل صورة مشرفة عن المسرح السعودي في أكبر المحافل، وقال: "المشاركة في أفينيون وإدنبرة قبل أن نصل إلى القاهرة كانت بمثابة اختبار حقيقي للتجربة، وقد وجدنا تفاعلاً كبيراً من الجمهور الغربي الذي قرأ العمل بلغته الخاصة وأعاد اكتشافه من زوايا متعددة". وأضاف أن طبيعة العرض التجريبية تطلبت شجاعة في تقديمه أمام جمهور متنوع الثقافات، لكنه في الوقت نفسه كان فرصة لإبراز قدرة المسرح السعودي على إنتاج تجارب متفردة تتجاوز الحدود المحلية.

وأشار الدوسري إلى أن التحدي الأكبر كان في الحفاظ على بساطة السينوغرافيا دون الوقوع في فقر بصري، إذ اعتمد على فضاء فارغ تقريباً تتحرك فيه الشخصيات بإيقاعات مدروسة تتراوح بين البطء والتسارع، بهدف إبراز المفارقة بين صمت الروتين وضجيج الرغبة في التحرر. وأضاف: "كنا نريد أن يكون المشاهد شريكاً في إنتاج المعنى، لذلك لم نقدم إجابات جاهزة، بل فتحنا المجال أمامه لطرح أسئلته الخاصة".

من جانبها، عبّرت الممثلة مريم حسين، إحدى بطلات العرض، عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان القاهرة وردود الفعل التي لمستها من الجمهور المصري، وقالت: "كان شعوراً رائعاً أن نرى الجمهور يتفاعل مع العمل بهذا الشكل، وأن يقرأ الرسائل التي حاولنا نقلها رغم أن العرض لا يعتمد على الحوار كثيراً". وأضافت أن "طوق" لم يكن تجربة سهلة على فريق التمثيل، موضحة: "البروفات كانت صعبة جداً وتطلبت منا تركيزاً كبيراً حتى نستطيع أن نعيش مع الشخصيات التي نقدمها، فالعرض قائم على التعبير الجسدي، وهذا يتطلب حضوراً ذهنياً ووجدانياً مستمراً طوال الوقت".

وأشارت مريم إلى أن صعوبة العمل تكمن في أنه لا يمنح الممثل فرصة للاختباء خلف النص أو الحوار، بل يضعه في مواجهة مباشرة مع جسده وقدرته على التعبير، وهو ما يجعل الأداء مرهقاً لكنه في الوقت نفسه يمنح تجربة ثرية، مضيفة: "شعرت أن كل عرض كنا نقدمه يمثل تحدياً جديداً، كأننا نبدأ من الصفر أمام جمهور يقرأ العمل بطريقة مختلفة".
شارك في بطولة "طوق" إلى جانب مريم حسين كل من أحمد الذكر الله، فاطمة الجشي، عبدالعزيز الزياني، خالد الهويدي، وشهاب الشهاب. وقدّم الفريق أداءً جماعياً متماسكاً عزز البعد الرمزي للعمل وخلق حالة جماعية تنسجم مع الرؤية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه