: آخر تحديث

مجاعة الإنسانية

8
6
7

ضاري الشريدة

المجاعة ارتبطت كمصطلح بنقص الغذاء أو بمشكلة الغذاء في أنحاء كثيرة من العالم، وقد نتجت عن نقص موارد المياه والغذاء من حيث الكم أو النوع، وقد تكون مرتبطة بسوء استغلال الموارد والحروب والكوارث الطبيعية إلخ...

ولكن اليوم جزء كبير من العالم يعاني من مجاعة الإنسانية حيال ما يجري في فلسطين، فهل يعقل أن يموت المدنيون العزل هذا الموت البطيء أمام مرأى ومسمع العالم ولا أحد يحرك ساكناً؟

إنها جريمة مكتملة الأركان وليست مرتبطة بالحرب أو حتى الدفاع عن النفس حسب الادعاء الصهيوني، هذه جريمة حرب بشعة تنفذ أمام أنظار العالم، ومعظم أصحاب القرار والنفوذ، إما غير مكترث، وإما مهتم ومتعاطف على استحياء، وردود الأفعال التي نشاهدها من هنا وهناك، تثبت كم هي الشعارات التي نسمعها ونعيها، بقيت مجرد شعارات نظرية غير مرتبطة بالواقع... ومصطلح المجاعة فعلاً لم يعد مقتصراً على قلة الطعام، بل يمكن أن يصبح أعم وأشمل.

حينما كنا نطلع على بعض الأحداث التاريخية المرتبطة بالجرائم والإبادة، كنا نعتقد أن هذه الجرائم قد ارتبطت بحقب تاريخية محددة، وأن الحياة الجديدة باتت مختلفة وأكثر تطوراً، ولم يعد العالم الجديد يتقبل مثل تلك الممارسات المشينة، لكن ما يحدث اليوم يثبت أن الخطر الإنساني الموجه تجاه الإنسان لايزال حاضراً.

والمؤلم هو عجز المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته -التي قامت وتأسست لنشر الأمن والسلام الدوليين- تماماً عن تطبيق القانون الدولي، وعن إنهاء معاناة عشرات الآلاف من العائلات المدنية التي تموت موتاً بطيئاً بعد كل ويلات الحرب والدمار.

وخزة القلم:

في إحدى الجمعيات التعاونية وفي إحدى مناطق الكويت النموذجية، توقفت سيارة في المواقف، وكان بداخلها شابان يتناولان العشاء، وبعد الانتهاء فتح السائق الباب ووضع كيساً كبيراً على الأرض، ثم رجع لسيارته وخرج من المواقف... السيارة محترمة والشاب كان شكله الخارجي أنيق، ولكنه اختار لنفسه أن يكون من فصيلة...!

X: @dalshereda


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد