: آخر تحديث

الثروة القابلة للسقوط

7
5
5

سارة النومس

«كيف ينظر ويفكر الناس بك؟ هكذا تصنع علامتك التجارية (الماركة)». قرأت هذه الجملة في أحد الكتب وفكرت بها... كيف تتغير آراء الناس في الشخصيات؟ ويعتمد ذلك على ظروف الشخصية ومتغيراتها...

إن الشخص الذي يعرف عنه الكرم والطيب وحب الخير، وفي يوم من الأيام، يفاجأ الناس بكونه لصاً ولم تكن أمواله سوى أموال مسروقة أو جاءت بطرق غير قانونية، بعض الأشخاص حينها يرفضون التصديق... فلقد تعودنا على أن الشخصية السيئة يجب أن تكون سيئة في كل شيء.

يجب أن يكون الشرير قاتلاً وبخيلاً وسارقاً، لكن يرفض العقل البشري أن يكون الشرير محترماً في المجتمع أو كريماً ويعطف على الفقراء.

كيف يحافظ الانسان على ماركته؟ حتى أشهر الماركات العالمية تتعرض لتشويه سمعة أحياناً أو بعض الاتهامات أو الإفلاس، فجميع الأمور متغيرة في الحياة وليست ثابتة... ما هو العامل الأساسي الذي يجب أن يتمسك به الانسان كي تبقى علامته التجارية في الصدارة لوقت طويل أو محط إعجاب واحترام في المجتمع؟

وقع أحد الأطباء في خطأ كبير، كانت سمعته الطبية والمهنية جيدة. هذا الطبيب يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب مليء بالسخرية والسخط والاستهزاء، وذلك أفقده احترام الناس وتقديرهم.

جميل أن يكون الانسان طبيعياً ولا يخشى عيوبه، ولكن إن كانت تلك العيوب مضرة للآخرين، فليحتفظ بها أو يراجع طبيبا نفسياً عله يساعده على التشافي.

كان لي حديث مشوق مع سيدة، قالت لي عن إحدى الشخصيات التي تعمل في المجال الخيري والإنساني، «إنه غني ويقود السيارات الفارهة! فتعجبت، وقلت«أين الغرابة في الموضوع؟!»

فأجابت:«لابد ألا يكون غنياً وإن كان كذلك يجب أن يُسخّر أمواله للتبرعات ومساعدة الناس».

متعبة هي بناء السمعة القوية والماركة التي تميز الشخص ان كانت معتمدة بشكل مباشر وقوي بآراء الناس ورضاهم، كما ذكرنا.

إنّ بناء سمعة قوية والحفاظ عليها ليس أمراً هيناً، فاذا تحدثنا عن سمعة تجارية، فوجود المنافسين التجاريين قد يؤثر على السمعة وبالتالي الأرباح وتحقيق الأهداف، بنشر الشائعات مثلاً أو ضرب الأسعار.

وإذا تحدثنا عن سمعة فنية، فالكثير من الفنانين يتعرضون للمضايقات من المعجبين، وبعض المعجبين قد يكونون من السياسيين، وقد يدخل الفنان في معمعة السياسة، وقد ذكرت كتب عربية وغير عربية نماذج كثيرة...

ولنأخذ شخصية مارلين مونرو التي ارتبطت بالرئيس الأميركي الراحل جون أف كينيدي.

الانتخابات الأميركية تتأثر بشكل مباشر بسمعة المرشح، لذلك يبحث المنافسون كثيراً في ملفات الماضي، وعن مواقف سلبية قد تساهم في الإطاحة بالمرشح وفقد الأصوات، وبالتالي يصبح حلم الدخول لبوابة البيت الأبيض من«سابع المستحيلات».

سأختم بالأهم، يجب أن تكون سمعة الأب والأم نظيفة وناصعة البياض أمام أبنائهم، فإن كانت هناك مشاحنات، فلتكن، بالخفاء ولتكن صورة الوالدين، جميلة، فالأب الذي يضرب الأم أمام الأطفال، سيخلّف رجلاً يضرب النساء أو يقتلهن... أيضاً سينجب امرأة معقدة خائفة من المجتمع ولا تستطيع حماية نفسها.

كما أن الأم بذيئة اللسان أمام أبنائها ستجعل صورتها مهزوزة ورديئة في أعينهم. لتكن صورتنا وسمعتنا نظيفة أمام أبنائنا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد