: آخر تحديث

«اتحاد كتّاب المشرق العربي».. لماذا في الخفاء؟؟

18
19
19

..هل «اتحاد كتّاب المشرق العربي» اتحاد كيانات ثقافية فقط، أم هو اتحاد أفراد، وبالتالي، يصبح كل عضو في الاتحادات الثقافية المنضوية في عضويته.. عضواً في الاتحاد الجديد، كما هو الحال في الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، فأعضاء الاتحادات الثقافية العربية هم تلقائياً أعضاء في الاتحاد العام، وفي هذه الحالة، أي حالة الاتحاد المشرقي الجديد كيف نتجنب مشكلة الازدواجية في العضوية وما يترتب معنوياً وأدبياً على هذه العضوية الجديدة في الاتحاد الجديد.. مشكلة لم يوضّحها بيان تأسيس «اتحاد كتّاب المشرق العربي»، وقبل ذلك نحن في غِنى عن كل هذه الازدواجيات والالتباس الناجم عن تأسيس اتحاد جديد قد ينطوي عند بعض الكتاب العرب على شكل من أشكال (الانقسام) الذي لا نتمناه ولا نريده بالمرّة سواءً في كياناتنا الثقافية العربية التي هي صورة من صور الثقافة العربية التي لا نريد لها أيضاً أي شكل مادي أو معنوي من أشكال الانقسام..

إن المرجعية هنا، هي «الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب» الذي تأسس على مبدأ وحدة الثقافة العربية لا انقسامها ولا تفككها على شكل كيانات ثقافية تضم عدداً محدّداً من كيانات أخرى، وهنا، يشعر المثقف العربي بالثقل الفكري والوجودي لمجرّد سماع كلمة (إقليم) هو في الحقيقة في معزل تلقائي عن الإطار العام للثقافة العربية..

الإطار العام للثقافة العربية هو «الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب»، وإن كنّا اليوم في حاجة موضوعية للتجديد، وإعادة الحياة والدم والهواء للثقافة العربية، فعلينا، أن نجدد الاتحاد التاريخي والرئيسي الذي يرمز لوحدة الاتحادات الثقافية العربية من مشرق الوطن العربي وإلى مغربه وهو: «الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب»..

بيان تأسيس «اتحاد كتّاب المشرق العربي» يستبق كل هذه التساؤلات والمداخلات ويقول مباشرة إن الاتحاد الجديد جزء لا يتجزأ من الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، أي بمعنى إداري وفني أن الاتحاد الجديد عبر مؤسسيه قد أخذ موافقة كل الاتحادات الثقافية والأعضاء في الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.. فهل حدثت فعلاً هذه الموافقة، وأين ومتى، وفي أي شكل إداري حدثت.. بمعنى تساؤلي آخر.. هل انعقدت دورة تشاورية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في إطار تصويت قانوني حرّ، ومن صميم هذه الدورة وُلِدَ الاتحاد الجديد تحت مظلّة موحّدة.. لكي يكون «اتحاد كتّاب المشرق العربي» فعلاً هو جزء لا يتجزأ من الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.. وإذا حدث أن هناك تصويتاً وتشاوراً بين الاتحادات الثقافية العربية «شرعن» ولادة الاتحاد الجديد، فأين الكتّاب العرب.. الشعراء والروائيون والنقاد والقصاصون والأدباء من هذه «الشرعنة» التشاورية الديمقراطية التي بررت ميلاد الاتحاد الجديد..

لا يعرف الكتاب العرب شيئاً عن هذه القصة كلها.. فجأة كان هناك اتحاد مشرقي وبيان تأسيس ومؤسسون موقعون.. كما لو أن كل ذلك جرى في الخفاء.. الأمر يحتاج إلى توضيح..

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد