إيلاف من القاهرة: لا أحد يعلم على وجه الدقة لماذا لم تتمكن الحكومة المصرية على مدار عشرات السنين من التصدي للفوضى التي تضرب منطقة الأهرامات، والتي تعد أعظم مزار سياحي حضاري في العالم، ولكن مافيا الخيول والإبل جعلتها جحيماً لا يطاق، على حد تعبير "تيك توكر" بريطاني، وهي شكوى مكررة على منذ عقود، والغريب في الأمر أن شيئاً لا يتغير.
كما سبق أن حذر رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس من فوضى منطقة الأهرامات، وقال إن الخيالة والأشخاص الذين يقومون بتأجير الخيول والإبل ينتحرشون بالسائحات، ويضايقون زوار الأهرامات بصورة لا يمكن السكوت عنها، مما يتسبب في خسارة مصر لملايين الدولارات، على إثر السمعة السيئةلمنطقة الأهرامات، خاصة في عصر السوشيال ميديا، حيث يقوم الآلاف من الناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي يتصوير ونشر كل شئ.
الهرم الأكبر بالجيزة أحد عجائب الدنيا السبع القديمة ويجذب ملايين السياح كل عام، كما أن زيارته هي حلم لملايين البشر، ولكن على الرغم من مكانته المرموقة، لم يبد أحد الزوار البريطانيين إعجابه بالبناء الذي يبلغ ارتفاعه 146 متراً.
الجحيم بعينه
كان التيك توكر البريطاني (TikTok philc84) يحلم بجولة في "المبنى الأكثر جاذبية على الكوكب بأكمله" لكنه وصف تجربته بأنها "جحيم حرفيًا".
للتعبير عن إحباطه، ذكر التيك توكر البريطاني سلسلة من الشكاوى بما في ذلك "إدخاله قسراً إلى كتلة من الحجر"، والتعرض للمضايقات من قبل المحتالين.
ويقول: "الهرم الأكبر هو أحد أكثر المباني الخاصة والغامضة على الكوكب بأكمله، ولكن بالنسبة لي فإن الدخول إلى داخله هو بمثابة الجحيم حرفيًا".
"لقد تم إدخالك قسراً إلى كتلة ضخمة من الحجر مع مجموعة من المحتالين الآخرين الذين يحاولون فقط تحقيق شيء ما من قائمة أمنياتهم، وفقاً لتقرير "دايلي ميل".
ويستمر في عرض تجربته الصادمة، فيقول: "سواء تم بناء الأهرامات من قبل الكائنات الفضائية، أو شعب أتلانتس، أو على الأرجح المصريين القدماء، أتمنى أن يعودوا وينظفوا المكان وينظموه"، ويكمل :"المكان بأكمله عبارة عن كابوس مطلق."
ويظهر الفيديو بعد ذلك صانع المحتوى وهو يتعرض لهجوم من عدد من البائعين وهو يشتكي: "أنت تتعرض لمضايقات من المحتالين لدرجة أنك تنسى المكانة الخاصة التي أنت فيها، وخصوصية المكان على المستوى الحضاري تصبح في طي النسيان".
ويصف فيلك84 أيضًا كيف قضى ساعتين وهو يرفض بأدب عندما حاول مشغلو الخيول والإبل "بشكل عدواني" إقناعه بركوب حيواناتهم.
بعد مغادرة الأهرامات، تحدث مستخدم تيك توك عن تجربته قائلاً إنها كانت "أكبر خيبة أمل" في حياته ووصفها بأنها "محبطة للروح".
ضجة كبيرة
أثار مقطع الفيديو الخاص بـ Philc84 ضجة كبيرة عبر الإنترنت، حيث حصد ما يقرب من 120 ألف إعجاب وأكثر من 1000 تعليق.
وقد صدمت شكواه بعض المشاهدين، في حين شارك آخرون تجارب مماثلة.
قال أحد التعليقات: "أرجوك قل إنك تكذب. هذا حلمي"، بينما قال آخر: "يا للأسف، لكن هذه كل الأسباب التي تمنعني من الزيارة".
وأضاف ثالث: "يؤسفني أن أبلغكم أن هذا الخبر دقيقٌ للغاية. لقد دُمّرت تجربتي بأكملها، وغادرتُ غاضبًا".
لكن شخصًا آخر اعترض على المراجعة قائلاً: "أختلف تمامًا. بالنسبة لي، كانت تجربة رائعة. لا متاعب، فقط شخصان فقط اقتربا منا لركوب الجمل. هذا كل شيء".
اكتشاف مذهل
ويأتي ذلك بعد اكتشاف "مبتكر" أسفل الأهرامات المصرية أحدث ضجة كبيرة في العالم.
يزعم باحثون إيطاليون أنهم اكتشفوا "مدينة ضخمة تحت الأرض" تمتد على مسافة تزيد عن 4000 قدم مباشرة تحت أهرامات الجيزة، ما يجعلها أكبر بعشر مرات من الأهرامات نفسها.
ويأتي هذا الادعاء المذهل - الذي يزعم العديد من الخبراء أنهم دحضوه بالفعل - من دراسة استخدمت نبضات الرادار لإنشاء صور عالية الدقة في أعماق الأرض تحت الهياكل، بنفس الطريقة التي يستخدم بها رادار السونار لرسم خرائط أعماق المحيط.
وكشفت الدراسة، التي لم تتم مراجعتها من قبل خبراء مستقلين، عن وجود ثمانية هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، بالإضافة إلى المزيد من الهياكل غير المعروفة على عمق 4000 قدم.
وصف بيان صحفي النتائج بأنها "رائدة"، وإذا ثبتت صحتها، فقد تُعيد كتابة تاريخ مصر القديمة . ومع ذلك، أثار خبراء مستقلون مخاوف جدية بشأن الدراسة.
وقال البروفيسور لورانس كونيرز، خبير الرادار في جامعة دنفر والذي يركز على علم الآثار، لموقع DailyMail.com إنه من غير الممكن أن تخترق التكنولوجيا هذا العمق في الأرض، مما يجعل فكرة وجود مدينة تحت الأرض "مبالغة كبيرة".
وقال البروفيسور كونيرز إنه من الممكن تصور وجود هياكل صغيرة، مثل الأعمدة والغرف، تحت الأهرامات التي كانت موجودة قبل بنائها لأن الموقع كان "خاصا بالناس القدماء".
وأوضح كيف أن "المايا وغيرهم من الشعوب في أميركا الوسطى القديمة كانوا في كثير من الأحيان يبنون الأهرامات فوق مداخل الكهوف أو المغارات التي كانت لها معنى احتفالي بالنسبة لهم".