: آخر تحديث

قراءتي لشخصية ترامب

4
4
3

أعتقد أنَّ دونالد ترامب أكثر رئيس بات مكشوفاً للمحللين والمهتمين ودوائر القرار. تراجعاته الأخيرة أمام قوة تصريحاته وخلال وقت قصير أثبتت أنه رجل اقتصاد يبحث عن الفرص ويستغل الظروف والتخويف ولي الأذرع، وليس رجل سياسة يدير الطاولة بطريقتين ما فوقها وما تحتها. وهو يكاد لا يتعامل بوجهين رغم أنه يحاول.

ولأنَّ ترامب أول رئيس يجمع بوضوح بين الحقلين، فقد يكون أكثر رئيس دولة يؤكد على أنَّ الاقتصاد هو من يقود السياسة. وهذا الوضوح في شخصية ترامب يدفع بالزعماء والمسؤولين الذين يقابلهم إلى أن يكونوا أكثر وضوحاً معه وتفهماً لآرائه التي قد تبدو مفتقرة إلى الدبلوماسية المعهودة، وينظرون إلى تهديداته على أنها تصريحات انتخابية يمكنه أن يتجاوزها.

وبعض الدول تنظر له كتاجر للمواقف السياسية يمكن لها أن تصيغ مصالحها في بيئة أكثر وضوحاً.

إقرأ أيضاً: انحدار الخطاب الدبلوماسي

تكمن أهمية معرفة نفسية ترامب جيداً في رسم استراتيجية للتعامل معه بما يخدم المصالح وتهيئة الظروف، وخاصة الجانب النفسي لترامب شخصياً. لأنه يستخدم هذا الأسلوب مع الشخصيات الأخرى ورغم ما يظهره من قوة في تصريحاته، نجد أنَّه سرعان ما يتراجع عنها إذا تبين له أن المصلحة تكمن في الاتجاه الآخر. وتصريحاته لا تدل على قناعات ومواقف وثوابت، وعلى ما يظهر لي شخصياً أن ترامب السياسي لم يخرج بعد من شخصية ترامب الاقتصادي الذي يعتمد في قراراته واختياراته على انتهاز الفرص المتاحة واستغلال المشكلات والاستفادة من نقاط الضعف في المفاوضات وخلق أجواء محددة لتحقيق نتائج محددة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف