: آخر تحديث

أخيرًا "أهلاوي وزملكاوي" اتخنئوا!

11
8
9

* صعب جدًا أن يجتمع إعلاميان ينتميان لناديين متنافسين ليقدما برنامجًا واحدًا بدون وجود مذيع قادر على فرض إدارته للبرنامج وضبط سير الحلقة، وإعطاء المساحة المناسبة لكل ضيف لإبداء وجهة نظره، والتدخل بالوقت المناسب عند زيادة حدة النقاش مثلًا ووصوله لمرحلة يجب عندها التدخل، خاصةً والحلقة بالتأكيد ستشهد جدلًا واختلافًا. أقول الأمر صعب جدًا، لكنَّ الإعلاميين المصريين الكبيرين أحمد الخضري (زملكاوي) ومحمد القوصي (أهلاوي) كسرا تلك القاعدة من خلال برنامجهما المثير الذي يقدمانه بعنوان "أهلاوي وزملكاوي"، ويُبث عبر اليوتيوب.

* وحقيقةً أستمتع ومنذ فترة بمتابعة البرنامج والذي ينقل أخبار الكرة المصرية، ومُعجب جدًا بلغة التفاهم والتناغم الكبيرة بين القوصي والخضري -ماشاء الله تبارك الله- رغم حساسية التنافس بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، والذي يعتبر من الديربيات الأقدم والأشرس في العالم، وبرغم مرور عدة أحداث ومباريات ونهائيات وتجاذبات وتشابكات إدارية وإعلامية، خاصةً في الأونة الأخيرة، بين الناديين القاهريين العريقين، إلا أنَّ لغة الانسجام والاحترام الكبير وقبلها الموضوعية والحياد ظلت حاضرة بين المخضرمين، قبل أن يتسبب النجم المصري الدولي السابق أحمد حسام (ميدو) قريبًا من فض ذلك الصفا ولو مؤقتًا على الأقل من خلال تصريحه القوي بقناة On Time Sports أثناء تغطيتها لقرعة كأس العالم للأندية، حيث كان أحد ضيوف الأستديو التحليلي بالقناة، وتحديدًا حين سُئل هل سيشجع الأهلي في كأس العالم؟ ليجيب مباشرةً بأنه لن يفعل ذلك!، وهي الإجابة التي قوبلت بغضب واستهجان كبيرين في الشارع الأهلاوي على وجه التحديد، وعبر عنه المذيع محمد القوصي صراحةً بالحلقة حيث اعتبر أن حديث (ميدو) وكونه لاعبًا دوليًا سابقًا وإعلاميًا حاليًا يفترض أن يتسم بروح الوطنية والمسؤولية، وأنه لا ينبغي ولا يليق أن يدلي بتصريحات من هذا القبيل وعلى الهواء وكأنه مشجع عادي، وهو ما رأى زميله أحمد الخضري بخلافه، وأنه يدخل في إطار الحرية الشخصية، ولا يستدعي كل ذلك الغضب وردة الفعل، ومن هنا شهدت الحلقة نقاشًا ساخنًا وتجاذبًا على غير المعتاد بين الطرفين الهادئين، إلا أنه لم يلبث أن عاد النقاش لطبيعته المعهودة لتنتهي الحلقة بعدها بكل ودّ، وبالنسبة إليَّ وكرأي شخصي محايد، ومن بعيد، فأعتقد أنَّ ميدو لم يوفق إطلاقًا في حديثه خاصةً من حيث (التوقيت) و(المجاهرة) التي أبداها، وهو ما عاد واعترف به واعتذر عنه لاحقًا عبر حسابه بمنصة X، وهذا الأمر نؤكد عليه دومًا هنا بالسعودية أيضًا، وأن الإعلامي يُفترض حتى وإن كان لا يتمنى فوز فريق يمثل الوطن خارجيًا ومخالف لميوله فإنه ينبغى عليه ألا يُظهر ذلك بالإعلام وأمام الملأ، لأنَّ ذلك، غير أنه يُسهم في زيادة التعصب، فهو لا يليق ويعدّ خروجًا عن المهنية والحصافة الإعلامية المطلوبة.

إقرأ أيضاً: ليت الرابطة تأخذ بنصح الوالدة!

* الأغرب والأعجب والأسوأ أن تخرج مثل هذه التصريحات والأراء أحيانًا ممن سبق له العمل باتحاد اللعبة مثلًا في أي بلد، وهو ماحدث مع الأسف حين خرج أحد أعضاء الاتحاد السعودي سابقًا إعلاميًا وتحديدًا في عام 2019 وقبل أحد النهائيات الآسيوية التي سيخوضها الهلال ليقول وبكل صفاقة أتمنى فوز أوراوا الياباني!

* أخيرًا، هل يمكن أن تنجح تجربة "أهلاوي وزملكاوي" المتميزة والمثيرة لنرى برامج على غرارها محليًا مثل "هلالي ونصراوي" و"إتحادي وأهلاوي"؟! بالنسبة إليَّ على الأقل، أعتقد أنَّ الأولى ممكنة جدًا، خاصةً مع الإعلاميين المتفاهمين جدًا عبدالرحمن الجماز وسعود الصرامي، عفى الله عنا وعنهما.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف