عطية محمد عطية عقيلان
* نظرية القنفذ في العلاقات
في البرد القارص احتاجت القنافذ إلى التقارب لتدفئ بعضها بعضاً، ولكن شعروا بوخزات الشوك مؤلمة ولا تُحتمل، وجربوا كما يقال بعلم النفس في السلوك «المحاولة والخطأ»، للوصول إلى النتيجة المرضية، ومعرفة المسافة الآمنة والمفيدة للحصول على الدفء وبدون ألم، وحققوا ذلك وكانت علاقة مفيدة لهم جميعاً، وهذا ما نحتاج أن نتعلمه في علاقاتنا ببعض، للنجاح في علاقات متوازنة وخز مؤلم ولا بعد مفرط.
* القفز من المركب
البعض منا يجيد القفز من المركب الغارق بكل سلاسة واقتدار، وهي مفيدة ومنقذة للنفس عند المركب الحقيقي في البحر، ولكننا أحياناً نستخدمها في علاقاتنا الاجتماعية ونمارسها، دون اعتبار أخلاقي أو اجتماعي، من خلال سرعة التخلي عن الأصدقاء والزملاء بمجرد تغير مناصبهم أو وضعهم المادي، بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بشن هجوم ونقد لمن كان يعتبره صديقاً ومديراً في نفس الوقت، وهناك مقولة عجيبة تختصر ذلك، عندما سألوه لما تغيرت وأصبحت تمدح المدير الجديد وتذم القديم، قال أنا لم أتغير بل مستمر وما زلت أطبق كل ما كنت أقوم به، المشكلة أن المدير هو الذي تغير، الخلاصة دوام الحال من المحال، وهي صفة بشرية جلنا يتسم بها ونمارسها حتى لو ادعينا المثالية.
* دروس من الطبيعة
في جلسة في الهواء الطلق مع أصدقاء وزملاء تم طرح تساؤل من باب التسلية، لو خيرنا من الحيوانات ما هي خياراتنا وتنوعت الإجابات، فاختار أحدهم الذئب بهدوء خطواته وخوفه على محارمه وعدم خيانته كما يقال لزوجته، وبعوائه المخيف، رغم أنه مؤذٍّ ومهلك وبه دناءة وخسة في افتراس ضحاياه، واختار آخر أن يكون مثل الحصان، جميل المنظر والقوام، وسيئته أنه يقوم بذلك ويفوز في السباقات ويحرث من أجل الآخرين، وجهده وتعبه لغيره، واختار أحدهم أن يكون مثل الصقر يطير عالياً ويحلق في السماء، ليكون النقد بأنه الصقر يعيش حياته ليصطاد للآخرين، لينتهي النقاش بأن الحيوانات فيها صفات سيئة وأخرى إيجابية، فتأني السلحفاة مفيد، وصبر الجمل ملهم، وعطاء البقرة مبارك، وقوة النمر محمودة، وغدر الثعلب مذموم، وصوت الحمار منكر ومزعج، ووفاء الكلب مشهود.
* فزعات إلكترونية
كانت الفزعات قديماً تحتاج إلى الوجود الشخصي في نفس المكان للمؤازرة والتدخل، ونالها التطور والتحول في عصر التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت الفزعات إلكترونية وتتم بضغطة زر من الهاتف أو الكمبيوتر، سواء كانوا على حق أو باطل، وظهر ما يعرف بالترند، وأصبحت الفزعات الإلكترونية مؤثرة وموجهة ومضللة أحياناً للآخرين.
* خاتمة
يقول المثل الشعبي: «من كل من تمرهم، مشى بأمرهم».