يتساءل المتابعون للمنتخب المغربي الشقيق، عن الأسباب التي دعته إلى الإخفاق في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي احتضنتها "ساحل العاج"، كوت ديفوار، بنسختها الـ 34 بالخروج بنتائج، في أغلبها كانت مخيبة للآمال، وإن كان في بعضها إيجابية، بتغلبه على منتخب تنزانيا بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وعلى منتخب زامبيا بهدف مقابل لا شيء، وتعادله مع منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف لمثله، وهذا ما يعني حصده سبع نقاط من أصل تسع نقاط في حال تغلب في المباريات الثلاث في دور المجموعات. وكان الفريق أهدر عدداً كبيراً من الفرص الضائعة، وخصوصاً في مباراته أمام تنزانيا، وصدم في دور ثمن النهائي بخسارته أمام جنوب أفريقيا بهدفين مقابل لا شيء، ما عكر مزاج المدرب والجماهير المغربية والعربية الغفيرة التي كانت تتأمّل صعود المنتخب العربي المرشّح الأقوى في البطولة من أصل المنتخبات العربية الخمس التي شاركت في البطولة وهي: الجزائر، تونس، مصر، موريتانيا، والمغرب.
ولا ننسى في هذه المتابعة أنَّ أسود الأطلس سبق أن كسر لعنة اللقب القاري للمرة الثانية بتحقيقه الآمال العربية في مونديال قطر 2022 بحصوله على المركز الرابع بمشاركة أغلب عناصره المعروفة في البطولة العالمية التي أبلت بلاءً حسناً في المونديال بفوزها على عمالقة القارة العجوز بلجيكا بهدفين مقابل لا شيء، وعلى إسبانيا بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وعلى البرتغال بهدف للاشيء، ووقفت نداً أمام فرنسا بطلة نسخة 2018 في نصف النهائي وانتهت المباراة بفوز فرنسا بهدفين مقابل لا شيء. وكان متأملاً أن يبلي بلاءً حسناً، وهذا ما كان يعقد عليه آمالاً كبيرة لرفع الكأس بعد أن سبق ورفعها للمرة الأولى في عام 1976.
ومن أبرز الأسباب التي دعت المنتخب المغربي للخروج بهذه النتائج غير المرضية، والإقصاء من إكمال المشوار في البطولة هو تركيز المدرب وليد الركراكي على أكثر من عشرة لاعبين من لاعبي المونديال الذين سبق لهم المشاركة في مونديال قطر. وبالرغم من ذلك، دفع إلى تغيير بعض اللاعبين على أثر غياب حكيم زيّاش وسفيان بو فال بداعي الإصابة، ومن بين الأسباب أيضاً هو الإبقاء على خمسة عناصر من اللاعبين المصابين الذين اُسْتُدْعُوا إلى قائمة المنتخب المغربي المشارك في البطولة الأفريقية، مثال: سفيان بوفال، حكيم زيّاش، رومان سايس، الذي ظهروا في مباريات، وغابوا في غيرها، كما لم يشارك أسامة العزوزي لاعب نادي بولونيا الإيطالي، فضلاً عن اللاعب نصير مزراوي لاعب نادي بايرن ميونخ الذي شارك في مباراة وحيدة أمام منتخب جنوب أفريقيا، وهذا ما أدى إلى ضعف قوّة الفريق الضاربة.
إقرأ أيضاً: لا مكان للانبهار.. انتهى زمن الكبار
ومن السلبيات التي شاهدناها إهدار لاعب باريس سان جيرمان أشرف حكيمي ضربة جزاء، في لقاء المنتخب أمام جنوب أفريقيا، وهذا ما يعني أنه أضاع فرصة التعادل في حال استفاد من فرصة التسجيل التي خيّبت الآمال.
الجدير ذكره أن فوز المغرب على البرتغال في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022 وتأهله لدور نصف النهائي من المونديال لأول مرة في تاريخ قارة أفريقيا والدول العربية، بات كثيرون يفكرون في أن الموعد قد حان في عودة أسود الأطلس إلى عرش القارة السمراء، لكن فريق جنوب أفريقيا، وللأسف، بدّد تلك الآمال.
المغرب الذي سبق له التأهل لكأس العام 1970، وصعد للدور الثاني في مونديال 1986، ثم تأهل مرتين متتاليين للمونديال في 1994 ـ 1998 ومرتين أخريين في 2018 ـ و2022، ولم يتوّج بطلاً لقارته إلا في مناسبة وحيدة في 1976.
إقرأ أيضاً: هكذا بدّد بوتين أحلام الغرب... واستفاد من وجود "فاغنر" في بيلاروسيا
البطولة التي شارك بها المغرب لأول مرّة في عام 1972 ظلت عصية عليه، بالرغم من تأهله للمونديال عدّة مرّات في نفس الفترات التي صاحبت فشله قارياً، ولم يفزّ بها إلا في مشاركته الثانية في إثيوبيا 1976 عندما كانت مرحلة التتويج من دور المجموعات، فاز فيها المغرب على مصر، ونيجيريا، وتعادل مع غينيا ليتوّج بطلاً للقارة، لكن ومنذ أن صارت البطولة بنظام خروج المغلوب، لم يتأهل المغرب للمباراة النهائية سوى في مناسبة وحيدة في نسخة تونس 2004 التي فاز بها على أصحاب الأرض في الدربي المغاربي بهدفين لهدف، وهو التتويج الأفريقي الوحيد في تاريخ نسور قرطاج.
أداء الفريق القوي في مباراته الأولى في البطولة الأفريقية أمام تنزانيا، منافسه القوي، لم يُسعفه في إكمال مشوار الأداء في الفوز على بقية الفرق في مجموعته، باستثناء تغلّبه على الكونغو بهدف للاشيء، وأما تنزانيا بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
إقرأ أيضاً: المشاكل والمعضلات في نظام التعليم العراقي الحالي
في كأس العالم الأخيرة، كان فوز المغرب على منتخبات كبيرة أمثال بلجيكا، إسبانيا، والبرتغال بفضل اعتماده على الهجمات المرتدة السريعة، إلّا أنّ الفرق التي لعب معها في البطولة الأممية كانت تعتمد على التكتل الدفاعي.
آماله انتهت بالخروج من الدور الثمن النهائي ليحافظ على سجله السيئ في كأس الأمم التي فازت بها مرة واحدة قبل نحو 48 عاماً.