مع كل أزمة متجددة في سِفر «اليمننة: الأزمة اليمنية»، يتردَّد على لسان اليمنيين: كلَّما قلنا: عساها تنجلي.... قالتِ الأيام: هذا مبتداها
ويَتلون أنَّ «ليس لها من دون الله كاشفة»...
لكن «منتهاها» يبدأ التجلي مع كل حرص سعودي يضع الصورة المطلوبة في إطارها الملائم. وتظلُّ الرياض دائماً وأبداً «الأحرص على اليمن» حسب إقرار كثير من الأشقاء والأصدقاء، كون اليمن -من المهرة إلى صعدة- الأقرب والألصق حدوداً وجيرةً ومصيراً.
المملكة العربية السعودية لم تقف ولن تقف البتة موقفَ متفرج إزاء أي حالة طارئة داخل الجمهورية اليمنية. في الأوان المحتوم تأتي لتنتزع مَن وقع في الأوحال... نصحاً وتنبيهاً «مما لا يُحمَد عقباه» حسب بيان الخارجية السعودية، الصادر فجر الخميس 25 ديسمبر (كانون الأول) 2025، ورسالة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان «إلى أهلنا في اليمن» صباح 27 ديسمبر.
تُفصح البيانات السعودية عما وقع -بشكل غير متوقع- وما ينبغي له أن يقع -بشكل متوقع- في محافظتي حضرموت والمهرة، من جانب بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، من قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ تؤثر الرياض أن «يبادر المجلس الانتقالي بإنهاء التصعيد وخروج قواته (من المحافظتين) بسلاسة وبشكل عاجل»... وعاقل أيضاً، عندما يتنبه إلى أهمية الخروج بنفس الطريقة التي دخلت بها قواته، أي من دون تشاور -كما يُفترض-...!
في بيانها ورسائلها الواضحة، لم تغفل العاصمة العربية الأهم عن إبراز تعاون إماراتي مهم يستهدف خفض التصعيد في حضرموت، متعاونين مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي الذي لا يزال يحظى بدعم واسع خارجياً وداخلياً، كونه يتمتع برجاحة عقل وهدوء وأناة. برغم كل ما يجابه من تحديات وصعوبات تملأ محيطه القريب والبعيد.
لذا، فإنَّ الغاية هي رسم ملامح حلّ بديهي لـ«منتهاها» يُتفق عليه باحتواء كل الأطراف مهما شذت أفكارها وتشنجت أعصابها، ويستنصحون من ليس يغويه إغراء اللحظة طويلاً.
لماذا يتشارك اليمن وأشقاؤه في ذلك؟ لكي يبلغوا «منتهاها» لعلَّ وعسى أن يشهد العالم مبتدأ مرحلة يمنية جديدة، يحمدها اليمنيون جميعاً.
يحمد اليمنيون أن يجدوا إلى جوارهم أشقاء وشركاء يمدون يد العون للخلاص من شقاءٍ يصنعه بعض الأبناء منذ 2014 -يحبذ ألا يحاكيه آخرون- ويثيرون «شماتات الشعوب» من نشوء حالات «تدهور وشتات وجنون».
ينبغي لليمنيين جميعاً بلوغ «منتهاها» الذي يحفظ ماء وجوههم، ويصون لسانهم عن ترديد «هذا مبتداها»، ممَّا يحد من تجدد أزماتهم.
المطلوب «منتهى» يعيد البوصلة إلى اتجاهها الطبيعي، ويمنع نشوء أي احتمال مثير، أو سوء فهم، لا يستوعبه عقل بسيط منعدم الخيال، يشتهي الحرب ويتحاشى السلام.
أن يكون اليمنيون عوناً حقيقياً لأنفسهم يخفف العبء عن الأشقاء والأصدقاء؛ لن نسأل: متى؟ ففي بيان الخارجية السعودية ورسالة وزير الدفاع السعودي إشارات يفهمها اللبيب.

