: آخر تحديث

عندما تتكلم الأرض لغة الحرب!

1
2
1

رشاد أبو داود

لا أنسب ما يعبّر عن عالم اليوم من القول المتداول منذ زمن «أوقفوا هذه الأرض أريد أن أنزل»، ولا يعرف من أطلقه. البعض ينسبه إلى بريشت وأحياناً إلى كافكا، وثمة من يقول إن محمود درويش استخدم معناه في إحدى قصائده. أياً كان قائله فإنه يعني الاغتراب والاختناق من واقع العالم.

حرب في فلسطين، حرب في السودان، حرب في لبنان، حرب في سوريا، كل هذا في منطقتنا العربية فقط. ليس في منطقتنا وحسب بل ثمة حروب وأشباه حروب منها ما تم إطفاؤه بالمفاوضات، ربما مؤقتاً في مناطق عدة بالعالم.

اليوم تقرع طبول الحرب في فنزويلا كمقدمة لحروب قد تمتد إلى دول أمريكا اللاتينية. لقد أصبح العالم أكثر وحشية في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين وأصبحت الصراعات سمة مشتركة للنظام الدولي.

بعد الحرب العالمية واتفاق الدول المنتصرة على تشكل النظام العالمي، توقفت الحرب لكن الصراع بين هذه الدول استمر واتخذ شكلاً آخر.

بعد الانهيار السوفييتي، عاش العالم وهْم الاستقرار الأمريكي، حيث لعبت واشنطن دور الضامن النهائي للتوازنات. اليوم يتآكل هذا الدور بفعل الانكفاء الداخلي الأمريكي وصعود قوى دولية منافسة كروسيا والصين دون وجود بديل فعلي.

كان للعالم مركز ثقل، قوة تفرض النظام، أو على الأقل توهم الآخرين بأنه موجود، اليوم يتداعى هذا الوهم، القوة الكبرى مترددة وطامعة، تعلن أنها أولاً، وتغلب مصالحها على أي شيء آخر، القوى الصاعدة غاضبة، والدول الصغيرة تترك لمصيرها ولأطماع من هو أقوى.

في أجواء تؤشر على انهيار النظام العالمي وسعي الصين وروسيا وعدة دول ومفكرين إلى نظام عالمي جديد، تنمو الحروب كما تنمو الأعشاب البرية بلا تخطيط وبلا نهاية قريبة.. وتصبح الحروب وظيفة ومهنة تبيع السلاح للدول والسوق السوداء وتدر مكاسب هائلة لمصنعي الأسلحة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد