: آخر تحديث

هل فقدنا الإحساس؟!

3
3
3

هل فقدنا الإحساس أم فقدنا الأمل؟

في عالمنا العربي اليوم، المآسي بكل أنواعها وتداعياتها، لم تعد أحداثاً استثنائية، بل صارت جزءاً أساسياً من تفاصيل يومنا ونشرات أخبارنا اليومية، التي تذاع وينقلها لنا الإعلام العربي عبر قنواته.

آلام كثيرة ومواجع تنقلها لنا وسائل الإعلام المحلية والخارحية، بسبب الحروب والمجاعات والتهجير. وأشكال القمع في عالمنا العربي والإسلامي، لم تعد اليوم توقظ الضمير كما كنا في الماضي، بل هي تزيده انتهاكاً يوماً بعد يوم، بسبب العجز وقلة الحيلة.

هذا العجز الذي نشعر به اليوم، ويزيد يوماً بعد يوم، حين يعجز الإنسان عن تغيير واقع صعب، ثم، وبعد مع مرور الوقت واستمرار المأساة، يتبلّد الشعور لديه بشكل تام، ما يزيد من صعوبة استيعابه للوضع، الذي كان مفجوعاً ومجنوناً بسببه.

حين تتبلّد وتتخدّر مشاعرنا، فهل ذلك مؤشر ودليل على عدم اهتمامنا وقسوة قلوبنا؟ أم ان ذلك دليل على قلة الحيلة وعدم الجدوى من الاهتمام؟

‏أنا أعتبر الحال، الذي وصلت إليه العديد من الشعوب العربية بشكل عام في تفاعلها مع واقعها، وفق جغرافية الحدث وظروفه، هو هزيمة داخلية صامتة.

‏هذه الهزيمة الداخلية تتولّد شيئاً فشيئاً، عندما نتوقف، ونحن نتابع الأحداث الصعبة، عن الاهتمام، وعن التساؤل حول إمكانية الحلول، ومن ثم المطالبة بتطبيقها أو تفعيلها.

‏ورغم أن للإعلام دوراً أساسياً في نقل هذه الصور القاسية والمشاهد السوداء من بؤرها إلى مناحي العالم، فإن الإعلام نفسه يبقى شريكاً في إرهاقنا وفساد أرواحنا من دون أن يتعمّد ذلك بالتأكيد.

مشاهد مرهقة، ومشاعر منهكة، وانسحاب صامت من دائرة التفاعل.

‏يبقى القول: إننا لسنا شعوباً بلا قلب، وهنا بالضبط النقطة الجوهرية في الموضوع، والخطيرة في الوقت نفسه، وهي أننا اعتدنا آلام غيرنا، ونحن نعيش نعماً يومية، أصبحت عندنا تحصيل حاصل، فيما هي عند ضحايا الكوارث والحروب والمآسي أحلام وأمنيات.

ما العمل؟ وما الحيلة؟


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد