عبد الله سليمان الطليان
ضِيق الأفق هو محدودية في التفكير أو المعرفة، وتعني أن الشخص لا ينظر إلى الأمور من منظور واسع بل يركز على نطاق ضيق، مع عدم القدرة على فهم وجهات النظر المختلفة أو التعمق في التجارب المتنوعة. إنه يدل على عقلية جامدة ومتعصبة، حيث يُنظر إلى من يختلف مع الشخص الآخر على أنه مخطئ بشكل تلقائي.
ولقد عجت وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير منهم ضيق الأفق ذو ثقافة سطحية وخلفية علمية قصيرة في التحصيل والتي عادة ما تخفى على المتلقي غير البصير، فينجذب إلى الكلام الملفق الذي يصدر بشكل حماسي ونبرة عالية فيه إسفاف متدنٍ واحياناً بذيء، فيه حشو لسد الوقت وإطالته، تكون (الشخصنة) هي السائدة في غالبية الكلام، ولقد لاحظت هذا في التراشق اللفظي الهابط في بعض القنوات الإعلامية ومنصت اكس خاصة. عندما يثار حدث أو موضوع بين الدول العربية، نجد التأجيج للخصومة وزيادة حدتها بشكل منقطع النظير، طبعاً ندرك تمام الإدراك أن هناك دخلاء هم أعداء يهمهم زيادة الخصومة والتشرذم، وهذا قد يغيب عن ذهن (ضيق الأفق) الذي لا يعرف أحياناً ثقافة البلد ومكوناته السكانية ومشاكله على نحو دقيق، فيطلق العنان للسانه بدون تقدير للعواقب المترتبة، هناك موضوع الحدود فيما بين بعض الدول العربية الذي أعتبره متأزماً، يخمد ثم يثور ويشتعل فجاءة فيجد (ضيق الأفق) فرصته لكي يقول العبارات المنحطة، يمكن أن تنحدر إلى السباب والشتائم (ذات القدح الشخصي) أحياناًن ولا زال هذا الأمر يتكرر مع الأسف بين وقت وآخر وعند وقوع الحدث عند الحدود.
ولهذا نقول إن الانجراف وراء ضيق الأفق بدون رؤية ثاقبة وفكر ناضج يجعلك تعيش في دائرة الغوغاء هم سفلة الناس ورعاعهم الذين يتميزون بالصياح والضجيج والبلبلة. أتمنى أيها القارئ ألا تكون منهم.

