عبدالعزيز الفضلي
ذكر الإمام الشافعي خمس فوائد للسفر فقال:
تفرّجُ همٍّ واكتسابُ معيشةٍ
وعِلمٌ وآدابٌ وصُحبةُ ماجدِ
زرت جمهورية تركيا، ومن يزور هذا البلد ربما يتفق معي على أن هناك أموراً عدّة تلفت الانتباه.
منها اعتزاز الأتراك الكبير بعلم بلادهم، بمختلف أعراقهم وأعمارهم، فلا تكاد ترى علم البلاد ملقى على الأرض، ويلفت نظرك كيف يقبّل الأتراك علم بلادهم كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونساؤهم حبّاً واحتراماً.
بلا شك أن هناك أسباب عدة جعلت المواطنين الأتراك يشعرون بهذه الروح الوطنية، وهي ما تستدعي التعرف عليها والاستفادة منها.
لفت نظري الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة التركية والمواطنون في المساجد، فلا أبالغ إذا قلت إنني لم أدخل مسجداً إلا ورأيته نظيفاً ومرتباً ومنظماً وجميلاً، وهذا مؤشر على مدى تعظيمهم لبيوت الله تعالى.
أعجبني تخصيص أماكن للصلاة في معظم الأماكن سواء المطاعم أو المتنزهات أو الاستراحات على الطريق أو المجمعات التجارية.
مما لفت نظري أن المساجد لا تغلق، فإذا كنت متنقلاً من مدينة إلى أخرى وأردت الصلاة فما عليك إلا التوجه إلى أقرب مسجد.
كما رأيت اهتماماً بفئة الأطفال والشباب حيث تنظم لهم حلقات للقرآن ودروس علمية.
بجانب مجمعنا السكني كان هناك مسجد، وأعجبني قيام إمام المسجد بتنظيف المسجد ومرفقاته، مما زاد من احترامي وتقديري له، فخدمة بيوت الله شرف، ومن هنا أدعو إخواني الأفاضل أئمة المساجد بأن يكون لهم دور أكبر في متابعة احتياجات المسجد وما يتعلق بنظافته وترتيبه.
من الأمور التي جعلتني أشكر الله تعالى عليها هو أنني من أبناء لغة القرآن، حيث كان إمام المسجد يقرأ قبل صلاة الفجر ما تيسر من القرآن بصوت جميل، فكنت أسمع وأتدبّر الآيات.
كما حمدت الله تعالى على النعمة التي نحن فيها وأنا أشاهد العاملين في المطاعم والمحلات التجارية وهم بمختلف الأعمار ومن الجنسين، من أجل توفير لقمة العيش، وكنت أحرص على لفت انتباه أبنائي لهذا.
أدعو كل مسافر إلى أن يجعل من أهداف سفره التفكر في خلق الله، والاستفادة من ثقافة ونمط حياة الآخرين، وأخذ الأشياء الإيجابية التي لا تتعارض مع مبادئ ديننا وقيمنا.
X : @abdulaziz2002

