جابر الهاجري
تمر الأيام والليالي والسنوات تتطارد كخيل في مضمار سباق على جائزة كبرى.
تمر الذكرى الحادية والأربعون على رحيل إنسان لم يكمل السابعة عشرة من عمره القصير، لم يكن عبدالله محمد صنيدح العجمي، إنساناً عابراً في حياة العبدلله، كانت صداقة في مرحلة عمرية ما بين الطفولة والصبا، كان ينتمي لأسرة كريمة وكانت نعم الجيران بدءاً من الجد المرحوم علي بن فلاح، طيّب الله ثراه، ومروراً بالأب (العم محمد) بوعبدالله والعم فلاح، حفظهما الله، كانت جيرة جميلة وكم كنت سعيداً بصداقة عبدالله، رحمه الله.
كان بمثابة أخ وكان يراوده حلم دراسة الطب في مصر، كان عبدالله وشقيقه راشد، حفظه الله، هما من كنا نشاركهما بقية اليوم بعد خروجنا من المدرسة وكانت منطقة هدية حينها شبه خاوية مجموعة بيوت متناثرة هنا وهناك ومساحات شاسعة فضاء.
مرت السنوات القليلة مع عبدالله المهذب الراقي المبتسم سريعة، لا يزال يتراءى أمامي وهو قادم لبيتنا من بعيد لم تمنعه إعاقة إحدى رجليه أن يأتي تسبقه ابتسامته.
وفي يوم تأتي الصدمة الكبرى عبدالله مات بحادث، لم أصدق حينها الخبر، ذهول بل جمود فانهيار، الفقد الأول في حياة الإنسان يكون مزلزلاً جداً، فقدت كل المشاعر بوصلتها بكاء صامت وحزن يمزق القلب، كلما خرجت من باب المنزل أشاهد بيتهم الذي يفصله عن منزلنا ساحة كبيرة، لم أستطع أن أذهب لتقديم واجب العزاء، لم أتخيل يوماً هذا الحدث أو الحادث.
تمر ذكرى رحيله كل عام بوجع، وتتوالى من بعده رحيل الكثير من الأحبّة من ذوي قربى وأصدقاء وغيرهم، تمر هذه الأيام الذكرى الـ41 لرحيل الغالي عبدالله محمد علي صنيدح العجمي، ولم يبق له سوى صورة في صيف عام 1984، في رحلة إلى قبرص، إضافة إلى ما تحتفظ به الذاكرة من صور ومواقف لن تمحوها الأيام.
رحمه الله رحمة واسعة ورحم الله كل من رحلوا من دار الفناء إلى دار البقاء... أطال الله في أعماركم ... ودمتم بخير.

