عبدالعزيز الفضلي
من أقبح الأخلاق التي قد يوصف بها الإنسان الافتراء والبُهتان، والتي تعني اتهام الآخرين بصفات ليست فيهم، من أجل إلحاق الضرر بهم.
ويكون الدافع لذلك إما الفجور في الخصومة، أو التنافس أو الحسد، أو لتحقيق مصالح دنيوية أو للتقرب من أصحاب النفوذ!
ولا يلجأ إلى هذا الأسلوب إلا إنسان خبيث الطبع سيئ السريرة ضعيف الإيمان!
لقد جاء الوعيد الشديد في الكتاب والسنة لمن تخلّق بهذا الخلق، ومنها قول الله تعالى: «والذين يُؤذُونَ المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ بغير مَا اكتَسَبوا فَقَدِ احتَمَلوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً» (سورة الأحزاب:58).
وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ومن رمى مسلماً بشيءٍ يريدُ شينَه به حبسَه اللهُ على جسرِ جهنمَ حتى يخرجَ مما قال).
إن اتهام الناس بالباطل هو إحدى صور شهادة الزور، والتي عدّها الرسول عليه الصلاة والسلام من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وعقوق الوالدين!
للأسف، شاهدنا في الفترة الأخيرة اتهامات باطلة لم تُبْن على دليل أطلقها، البعض على اللجان الخيرية والقائمين عليها، أو على بعض العلماء والدعاة والمصلحين - كوصفهم بالإرهاب والتطرف- أو الاتهامات التي طالت أهل الجهاد والرباط في غزة -وخاصة القادة- من ادعاء نهب المساعدات أو التخفي في الأنفاق وترك أهل غزة للقتل والتدمير، وهي ادعاءات يكذبها الواقع المشاهد حيث ارتقى العشرات من القادة وعائلاتهم، نحسبهم عند الله من الشهداء.
نصيحة لكل مُفترٍ: تُب إلى الله وارجع عمّا قلت قبل أن تصيبك دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
يُروى أنّ رجلاً شهد زوراً على الصحابي سعد بن أبي وقاص، عند الخليفة عمر بن الخطاب، فدعا عليه سعد، أن يُطيل الله في عمره ويعرّضه للفتن، فرأى الناس ذلك الرجل وقد طال عمره وضعف بصره وكان يتعرض للنساء والجواري في الطرقات، وكان يقول: (شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد).
فيا ويل كل أفّاك مفترٍ!
إلى ديّان يوم الدّين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا
غداً عند الإله من الملوم
X: @abdulaziz2002

