بصفتي مواطنًا سعوديًا، لا أستطيع أن أصف حجم الفخر الذي شعرت به وأنا أتابع زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولقاءه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. لم تكن مجرد زيارة رسمية، بل كانت لحظة تاريخية تجسدت فيها هيبة القائد، وثقل المملكة، ووضوح الرؤية.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن هذه الزيارة تحمل دلالات تتجاوز البروتوكول. الرئيس الأمريكي نفسه استقبل سمو الأمير عند باب السيارة، في مشهد نادر الحدوث، يعكس الاحترام والتقدير. وفي تصريحاته، وصف ترمب سموه بأنه «قائد شاب وطموح»، وأنه واحد من أعظم القادة بالعالم، وأشاد برؤية السعودية 2030، مؤكدًا أن المملكة أصبحت شريكًا إستراتيجيًا لا غنى عنه في ملفات الاقتصاد والأمن والطاقة.
وما لفتني كمواطن هو الثقة التي يتحدث بها سمو ولي العهد، والوضوح في الطرح، والقدرة على إيصال الرسائل السياسية والاقتصادية بلغة يفهمها الجميع. لم يكن مجرد ضيف، بل كان ندًا في الحوار، وصاحب قرار في الملفات الكبرى.
هذه الهيبة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة سنوات من العمل الجاد، والإصلاحات الجريئة، والمواقف الحاسمة التي جعلت من المملكة اليوم قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب.
زيارة ولي العهد إلى أمريكا جاءت في وقت حساس، حيث تتشابك الملفات الدولية، وتتصاعد التحديات. ومع ذلك، كانت المملكة حاضرة بقوة، ليس فقط في ملفات الطاقة والاستثمار، بل في قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، واستقرار أسواق النفط، والرئيس الأمريكي نفسه أشار إلى أن السعودية تلعب دورًا محوريًا في استقرار المنطقة، وأنها شريك لا يمكن تجاوزه في أي معادلة تخص الشرق الأوسط. وهذا التصريح، بالنسبة لي كمواطن، هو شهادة دولية على مكانة بلادي، وعلى أن صوتنا مسموع، وموقفنا مؤثر.
وما شدّني أكثر، هو حديث سموه عن السودان، حين طلب من الرئيس ترمب الالتفات إلى هذا الملف الإنساني، مؤكدًا أن الشعب السوداني يستحق الدعم والمساندة، وأن المملكة لن تتخلى عن أشقائها في الأوقات الصعبة. هذا الموقف النبيل يعكس البعد الإنساني في السياسة السعودية، ويؤكد أن القيادة لا ترى في السياسة مجرد مصالح، بل مسؤولية أخلاقية تجاه الشعوب.
حين أرى صور ولي العهد في البيت الأبيض، وأسمع تصريحات قادة العالم عن المملكة، أشعر أنني أنتمي إلى وطن عظيم. وطن لا يكتفي بالمشاركة، بل يصنع الحدث. وطن لا ينتظر الاعتراف، بل يفرض احترامه.
نحن اليوم في زمن السعودية؛ زمن القوة، والرؤية، والتأثير. وزيارة ولي العهد إلى أمريكا كما قلت لم تكن مجرد زيارة، بل كانت إعلانًا عالميًا أن المملكة اليوم تقود، وتبادر، وتبني مستقبلًا يليق بوطن الحضارة وبشعبها.

