لا أعلم حقيقة ماهية اللائحة الداخلية المطبقة داخل الفريق الاتحادي، فيما يتعلق باللاعبين الذين يحصلون على بطاقات حمراء لأن الأمر أصبح غريبا في الفريق، وكأن الأمر بات عاديا في تسابق اللاعبين في الحصول على البطاقات الحمراء.
لعب الفريق أكثر من مباراة دورية وفي النخبة الآسيوية وفي كأس الملك، وفي كل تلك البطولات لا بد أن يترك اللاعبون بصمة بالحصول على بطاقة حمراء، ولعل في ذلك مدلولات إلى غياب التركيز الذهني لدى اللاعبين، والضغط النفسي الذي يعيشه الفريق، ربما بسبب النتائج المتواضعة هذا الموسم.
جميع تلك البطاقات الحمراء في كوم والبطاقة الحمراء الأخيرة التي حصل عليها موسى ديابي في مواجهة الرياض في كوم آخر نتيجة تصرفه الأرعن الذي كاد أن يكلف فريقه ضياع نتيجة تلك المباراة، خاصة بعد التقدم بهدفين والمستوى المميز الذي قدمه الفريق، وكاد أن يحقق نتيجة كبيرة في شباك الرياض لولا حالة الطرد.
موسى ديابي محترف أجنبي كلفت صفقته ملايين الريالات ثم يأتي بتصرف غريب ومرفوض فهنا الإشكالية، بل حتى اعتذاره بعد المباراة لا قيمة له، خاصة أنه استخدم اليد في الرد على مدافع الرياض عندما حاول إيقافه وهنا تظهر حالة غياب الوعي الذاتي واللا مسؤولية لدى اللاعب.
ولا يتوقف الأمر بالنسبة لديابي عند البطاقة الحمراء، بل حتى مستواه الفني مرة فوق وعشر مرات تحت، وهو المطلوب منه أن يؤدي بشكل أفضل فنيا وذهنيا وضبط النفس، بل حتى في مواجهة الرياض لوحظ عليه حالة الانفعال أكثر من مرة، وهذا بلا شك مؤشر سلبي يحتاج إلى تدخل إداري لضبط سلوكيات اللاعب ولفت نظره، بل معاقبته أيضا.
بعض اللاعبين يصنفون بأنهم ركائز داخل الفريق فماذا استفاد ديابي الآن وفريقه قد يخسره في أكثر من مواجهة، فقد يخسره أمام الشباب في الكأس إذا صدر بحقه قرار انضباطي، وأمام الحزم دوريا والفريق في مرحلة عدم استقرار يحتاج فيها أن يستعيد أنفاسه بتواجد جميع اللاعبين المؤثرين في الفريق.
صحيح أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، فقد أنقذ الحظ الاتحاد في مواجهات عدة، كسب فيها الفتح ولديه حالة طرد وتعادل مع الخليج بنفس الأمر كذلك وكسب الرياض ولديه طرد وكذلك الحال أمام الشرطة العراقي في آسيا والنصر في كأس الملك، ولكن قد يواجه الفريق ظروفا صعبة كما حدث أمام الوحدة الإماراتي حيث تقدم بهدف ثم خسر بعد نقص الفريق إثر طرد مهند الشنقيطي، وبالتالي الحذر مطلوب من اللاعبين في استشعار حجم المسؤولية.
ولعلي أشيد في صرامة المدير الفني لفريق الاتحاد كانسيساو وقدرته على السيطرة على غرفة الملابس في الفريق ومنها إيقاف انتشار فايروس البطاقات الحمراء داخل فريقه خاصة أن الفريق في بدايات المنافسات ولم يدخل بعد مرحلة الجد التي يكون فيها تحت ضغط نفسي وبدني وذهني، ومعرض لمثل هذه الحالات ووقتها إذا لم يسيطر على الوضع قد يعاني بنقص لاعبين مؤثرين في الفريق.
نقطة آخر السطر:
قدم كريم بنزيما مباراة كبيرة أمام الرياض سجل وساهم، والشهية كانت مفتوحة لتقديم مستوى مميز لولا حالة الطرد التي أثرت على الفريق بأكمله، ويبدو أن كريم يريد أن تستمر العلاقة مع الاتحاد من خلال إثبات وجوده في المباريات القادمة.

