أحمد المغلوث
القارئ للتاريخ يجعلنا نكتشف يوماً بعد يوم أن لبعض القادة سمات ومميزات تختلف عن الآخرين، وقلما تتوفر بصورة واضحة لدى البعض، وحتى كتابتي لهذه السطور مازالت أصداء زيارة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان حديث العالم ولا أبالغ كل العالم أولا لأنه -حفظه الله- حظي باستقبال تاريخي وحفاوة بالغة ووثقت عدسات كاميرات التصوير الصحفية والفضائية لحظة ترحيب الرئيس ترامب لضيف أمريكا الكبير فاتحا يديه كأنها تقول له يا هلا بالحبيب وبالأحضان والعالم كله لحظتها كان مندهشا، فلم يسبق أن حظى غيره من قادة العالم بهذا الاستقبال التاريخي بل راح كتاب الافتتاحيات والرأي في أمريكا والعالم العربي والإسلامي يعبرون هم أيضا عن انبهارهم بهذا الاستقبال المدهش والمثير كتبوا ذلك أحقاقا للحق وإقرارا للواقع الذي عاشوه وشاهدوه من خلال القنوات الفضائية ونقلتها مباشرة لحظة بلحظة من أمام وداخل البيت الأبيض وشاهد الجميع الحدث «الاستقبال الكبير والناجح» حيث تصدرت صوره مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة والخليج والدول العربية والعالم، وأشاد كل من تابع لقاء الرئيس الأمريكي وولي العهد بروعة اللقاء، وإجابات سموه على أسئلة واستفسارات رجال الإعلام والصحافة كان ولي عهدنا المحبوب متمكنا ومتمرسا بعقلية ورؤية حصيفة وحضورا لافتا وإجابات مقنعة ومؤثرة ووضيئة بالمعلومات وفهما عميقا برسالته كقائد يمثل مملكة الإسلام والسلام والتي أصبحت السعودية العظمى المتطورة في مختلف المجلات، بل وتوظيف كل ما من شأنه يساعد على رقي وطنه وتوظيف كل ما يساهم في تطوير قدراته العسكرية وفي مسيرته المتنامية في مختلف المجالات وبذل كل الجهود لرفعة الإسلام والمسلمين وإقامة الحياة بين شعوب المنطقة من خلال سلام دائم، وكعادة سموه راح يطلب من فخامة الرئيس ترامب أن يتدخل في إيقاف الحرب في الشقيقة السودان والإخاء وكما كتب الكثيرون في صحف بلادهم وعبر قنواتهم معبرين عن دهشتهم بهذا القائد الشاب الذي غير الكثير الكثير مما كان يكتب في الصحافة «الصفراء» عن عالمنا العربي والإسلامي.
وها هو الرئيس الأمريكي يردد أكثر من مرة بأن الأمير محمد صديقه بل ويعرب عن امتنانه وتقديره الكبيرين له وللمملكة، ومؤكداً على ما قامت به وتقوم به من خلال مساهماتها
الاقتصادية في العديد من المجالات في أمريكا، وهكذا أعرب الرئيس ترامب في حديثه مع ولي العهد في المكتب البيضاوي أو خلال كلمته في حفل العشاء عن تقديره لولي عهدنا
والمملكة وعلى الدور الكبير الذي قام ويقوم به الأمير محمد وسعيه الدائم على أن يسود الأمن والسلام المنطقة.
وجاء النجاح لهذه الزيارة العظيمة تأكيداً على صلابة العلاقة التاريخية بين المملكة وأمريكا منذ بداية اكتشاف النفط في المملكة في الثلاثينات الميلادية حتى اليوم.. ولاشك أن زيارة ولي العهد مؤخرا فتحت أبوابا جديدة وهي تستشرف أعواما قادمة بالخير لكلتا الدولتين بالآمال المتنامية والتطورات البناءة التي تعتمد على علاقة صلبة وصداقة دائمة منذ لقاء الموحد والمؤسس - طيب الله ثراه- الملك عبد العزيز وفخامة الرئيس ثيدور روزفلت عام 1945م والعلاقات بين البلدين تتنامى يوما بعد يوم وفي مختلف الأصعدة، وماذا بعد بارك الله فيما يقوم به ولي عهدنا من جهود وفعل وعمل من أجل عالم يسوده السلام والخير..!.

