ورغم أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في رقمنة الخدمات الحكومية، ونجاح تطبيق «سهل» الذي غيّر قواعد اللعبة في كثير من المعاملات الرسمية، فإن التبرع بالأعضاء – وهو أسمى عمل إنساني – ما زال تحت الاجراءات التقليدية.
يموت آلاف الأشخاص في الكويت ممن يمكن إنقاذهم، لأنهم بحاجة لزراعة عضو مكان عضو أصابه المرض وضعف مع مرور الزمن، حتى توقف عن العمل تماما او جزئيا، عضو واحد.. لم يصل في الوقت المناسب.. في الوقت الذي قد يكون هناك متبرع راغب، كان يمكن أن ينقذ مريضا، إلا أنه لم يصل إلى الجهة المعنية، لاي سبب، او انه لم يجد طريقاً ميسّراً لتوثيق رغبته في انقاذ حياة بعد رحيله.
لماذا لا تُدرج هذه الخدمة ضمن تطبيق «سهل» الذي نجح وبسرعة في اختصار المعاملات اجراء ووقتا؟
تطبيق «سهل» نجح خلال فترة قصيرة في تغيير مفهوم المعاملات الحكومية، وسهّل استخراج الرخص، ودفع الرسوم، وتجديد الوثائق، والتحقق من البيانات، فكيف لخطوة إنسانية سامية مثل التبرع بالأعضاء ألا تكون ضمن هذا التحول الرقمي؟
أنا واثقة أن مثل هذه الخطوة ستزيد من عدد المتبرعين وتزيد من فرص إنقاذ كثير من المرضى ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية أو شبه طبيعية.
وهذا أيضا سيزيد من الوعي المجتمعي، فمجرد وجود جملة او خيار «التبرع بالأعضاء» داخل التطبيق، سيتيح الفرصة للناس لتقرأ، وتستفسر، وتناقش، وتتعرف على أهميته، حتي يصبح التبرع بالاعضاء جزءاً من الثقافة الصحية والاجتماعية.
دور وزارة الصحة والجهة المسؤولة عن التبرع الأعضاء، من شأنه ان يزيد من سرعة وصول فرق زراعة الأعضاء إلى المعلومات فور الحاجة.
إدراج خدمة تسجيل المتبرعين بالأعضاء ضمن تطبيق «سهل»، لم يعد اليوم مجرد تحديث تقني.. بل قرار وطني يحمل بعداً صحياً وإنسانياً وأخلاقياً.
هذا المطلب اصبح اليوم مستحقاً وواقعياً وسهل التنفيذ.
اتمنى من الجهات المعنية التعجيل بادخال هذه الخدمة في هذا التطبيق الرائع والمميز.
إقبال الأحمد

