خالد السليمان
يخطئ المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توم باراك، إذا ظن أن مشكلة سلاح حزب الله لبنانية داخلية ولا حل لها من الخارج، فاللبنانيون عاجزون عن مواجهة هذه المشكلة منذ نشأة هذا الحزب، ولم تُحل أي مشكلة في لبنان سابقاً دون تدخل خارجي!
مشكلة سلاح حزب الله لم تنشأ داخلياً، وحلها لن يكون داخلياً، فإذا كانت الحرب الأخيرة قد قطعت حبل تغذيته بالسلاح، فإن نزع ما تبقى من سلاحه يحتاج إلى ضغوط خارجية تجبر الحزب على فهم المتغيرات الإقليمية وحتمية التأقلم معها، باتخاذ العمل السياسي سبيلاً وحيداً لمشاركة اللبنانيين في بناء مستقبل بلادهم!
أسطوانة الاحتفاظ بالسلاح حتى انسحاب إسرائيل كذبة لم يعد يصدقها الداخل ولا الخارج، وسلاح الحزب استدار بعد حرب 2006 على اللبنانيين، ولم يميزهم عن الإسرائيليين. كما أن المشكلة الأساسية للحزب هي ارتهانه لمشروع خارجي وخضوعه لإرادة حكومة أجنبية، وبالتالي فهو لا يقدم مصلحة لبنان، ولا يمثل مشروعاً داخلياً!
اليوم، يعاني الحزب من أشد حالات انكساره بعد أن فقد أبرز قياداته وتعرض لضربات مدمرة، صحيح أنه فقد القدرة على تهديد إسرائيل، لكنه ما زال مستعداً لفرد عضلاته على اللبنانيين، ولا بد من نزع سلاحه ليكون نداً سياسياً متكافئاً، مصدر قوته الوحيد قاعدته الشعبية من خلال صناديق الاقتراع!
تخلي المجتمع الدولي عن لبنان في هذه المرحلة الحاسمة، هو بمثابة منح حزب الله فرصة ذهبية لالتقاط أنفاسه وإعادة بناء قوته، التي ما زالت، حتى بعد ما تعرضت له من ضربات، تفوق مستوى التكافؤ مع الدولة والقوى السياسية الأخرى!
باختصار... حزب الله لن يسلم سلاحه طواعية، ولن يفعل في هذه المرحلة سوى المراوغة لشراء الوقت. ولا بد أن يساعد العالم لبنان على الحصول على السلام الذي يستحقه!