عماد الدين أديب
يتعين على كل من قرر أن يقاتل من أجل قضية ما أن يعرف 3 أمور:
1 - أن القتال يجب أن يكون له هدف، بمعنى أن القتال العسكري ليس عملاً لا نهائياً بلا سقف زمني.
2 - أن القتال إن لم يحقق أهدافه العسكرية ميدانياً فإنه يجب عدم المكابرة والاستمرار في دفع فاتورة خسائر لا نهائية.
3 - أن أي قتال سواء كان عملية عسكرية، أو حرباً محدودة، أو حرباً شاملة يجب أن تنتهي – حكماً – وحتماً إلى مرحلة تفاوض سياسي من أجل تثبيت النتائج، والاتفاق على شكل العلاقة بين المتحاربين مستقبلاً.
لا شيء اسمه حرب لا نهائية أو قتال أبدي، فلنتأمل كل الحروب والصراعات، التي واجهت التاريخ البشري من حرب بيزنطة واليونان، والهكسوس والمصريين، والرومان والفرس، وهولاكو والمشرق، والحربين العالميتين، وحرب الكوريتين، وحرب فيتنام، وحرب الهند وباكستان.
والآن هناك انتظار للتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا.
وحدها حالة الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، التي يفشل فيها السلام، ويتصدع فيها أي اتفاق للهدنة.
سبب هذا الفشل يرجع إلى أن الطرفين والوسيط الأمريكي كلهم غير جادين في تحقيق سلام حقيقي، وغير راغبين في دفع فاتورة هذا السلام.
لا يمكن أن تدخل أي مفاوضات وأن تريد الفوز بكل شيء وحدك دون غيرك.
التفاوض بهذا المنطق لا يعتبر تفاوضاً، لكنه طلب بالتوقيع على وثيقة استسلام.
علم المفاوضات يقوم أساساً على استبدال لغة الحرب بلغة الحوار، ويقوم على قيام كل طرف بقدر من التنازلات، من أجل الوصول إلى حل وسط يؤدي لتسوية.