ضياء رشوان
في تقريره السنوي الأخير الصادر قبل ثلاثة أسابيع، فصل معهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) الأكثر رصانة وشهرة، الوضع الحالي للأسلحة النووية عبر العالم. وقد أتت روسيا على قمة دول العالم امتلاكاً لرؤوس نووية بعدد 5459 رأساً، تتلوها الولايات المتحدة بعدد 5177 رأساً، ثم الصين بعدد 600 رأس.
وتعكس تلك الأرقام واقع التسليح النووي الحالي، منذ بدئه أثناء الحرب العالمية الثانية على يد الولايات المتحدة، التي كانت هي أيضاً الدولة الوحيدة في التاريخ البشري التي استخدمته مرتين في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 على مدينتي هيروشيما ونجازاكي باليابان.
إذاً، فامتلاك السلاح النووي، على الأرجح وضمن عوامل أخرى بالتأكيد، كان أحد الكوابح المهمة التي حالت دول دخول الدول المالكة له في مواجهات عسكرية مع الدول الأخرى التي تمتلكه، وهو الأمر الذي يبدو أكثر لفتاً للأنظار في حالة الدولتين الأكثر تسليحاً نووياً والأقدم في هذا المجال، أي الولايات المتحدة والاتحاد الروسي.
وأدار البلدان ضد بعضهما ما سمي «الحرب الباردة» التي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وبعد كل هذه المواجهات بالوكالة بين أقوى دولتين في العالم نووياً بعيداً عن أراضيهما وعن القارة الأوروبية العجوز، أتت الحرب الروسية – الأوكرانية المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، لتمثل تحدياً جديداً وحقيقياً لقدرة موسكو وواشنطن على استمرار تجنب المواجهة العسكرية المباشرة.